الأحد، يونيو 11، 2006

إذا رغبت بزيادة دخلك

إذا رغبت بزيادة دخلك




أنا هنا سأتكلم عن حقيقة مجربة ، وثابتة ...

لن أتحدث بلغة الموظفين ذوي الدخل المحدود

بل بلغة رجال الأعمال ، ولغة تجار السوق العالمية للاستثمار ...

ولكن من مدخل مختلف تماماً .. وأقوى من مدخل السوق العالمية ....

ربما ستدهشون من كلامي ... ولكن التجربة خير برهان

طريقة سهلة تزيد من راتبك ودخلك ... وتجعلك من أهل الثراء ...

صاحب عمارات وفلل وأراضي وأملاك ...

لا زلتم تنتظرون ...

أتمنى أن تنشر في كل منتدى حتى تصل للجميع

وللمعلومية كلما جمعت عدداً أكبر كلما زادت نسبتك أكثر !!!

نعم ... هذه الطريقة ... تجارة تسويق ....

كلما سوقت أكثر كلما ربحت أكثر ... وهي شرعياً حلال مائة بالمائة إذا كانت ضمن شروطها ...

وهي ممتعة وسهلة ومن بيتك .... وربما برأس مال قليل جداً ..

أرجو أخذ الموضوع بجدية ...

وأطلب من كل واحد منكم أن يدعو لي بالتوفيق في هذه الفكرة المطروحة

أنتم تريدونه أليس كذلك ..

إليكم السر الذي وعدتكم به ..

السر الذي من خلاله تكسب الملايين والأراضي والأملاك

يا إخوة السر ليس بالصعب

كلنا يعرفه ...

وقد جربته وجربه غيري .. وليس من باب التجريب على الله ...

إنما ثقة بوعد الله ...

فالله عزوجل حين يقول أمراً في القرآن ... يكون وعداً منه سبحانه

(( إن الله لا يخلف الميعاد ))

أكيد أنكم تنتظرون بفارغ الصبر ذلك السر العجيب

السر هو في قوله تعالى :

(( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً () يرسل السماء عليكم مدراراً () ويمددكم بأموال وبنين

ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً )) سورة نوح

إذا استغفرت الله فأنت قد علمت أن لك رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب فخفت واستغفرت

وقد وعدك ووعده الحق ، ،،،

فالله امر عباده بالا ستغفار ووعدهم بالمغفرة وانزال الغيث والرزق والبنين

وباستغفاركم ، سيرسل الله السماء عليكم مدراراً حتى ترتووا وترتوي دوابكم

ومن يحب المال فسيمده الله بالمال وليس المال فقط ، من يحب البنين فسيمده كذلك بالبنين

وليس بالبنين فقط ، ومن يحب الأراضي والأملاك والمزارع والجنان ، والعقار

فكل ذلك مرتبط بالاستغفار ...

أرأيتم أحبابنا كيف هي قيمة الاستغفار ؟؟

هل صدقتكم حين كتبت العنوان ؟؟

أم أني أبالغ !!

لم ننته بعد فهناك أمر أهم أيضاً !!

أتحب أن تسوق هذا الأمر وتأخذ على تسويقك أجر وأجره

إليكم تجربتي وهو السر الغريب :

لا أقول هذا السر في كل خطبة ، ومحاضرة ، ودورة ، ولقاء ، وسائل يسأل ، ومشتك من ضيق ذات اليد

إلا وأنتظر _ حقيقةً _ من الله الرزق ... وإذا به لا يتأخر يوماً واحداً ....

نعم ... جربت ذلك ... ولا يجرب على الله ... بل كنت واثقاً بالله ... وفي نفس اليوم ... يأتيني الرزق

يعني الأمر فيه تسويق – بلغة العصر – أي دعوة لأمر يحبه الله وهو الاستغفار ...

حتى أن أحد أصدقائي أخبرني بأنه على زواج .. وأنه في بعض الأحيان يضيق عليه الأمر

فأخبرته بالخلطة السرية – سموها ما شئتم -

وبعد فترة من الزمن فاجأني بالنتيجة ...

يقول : إيش الدواء اللي أعطيتني ياه ..؟؟

قلت : أي دواء ؟؟

قال : الاستغفار ؟؟؟

قلت : وكيف كان معك ؟ وأنا واثق من إجابته !!

قال : بصراحة مرة ضاقت علي وكنت محتاج لمبلغ من المال ... تذكرت كلامك ... وبدأت بالاستغفار

وفعلاً في نفس اليوم .... إذا بالمبلغ اللي أحتاجه وصلني من أحد الإخوة ...

فقلت له : ممتاز .. إذا كانت ثقتك بالله إلى هذا الحد ... فانشر تجربتك بين أحبابك وأصدقائك

وسترى بكل نشر خيراً ورزقاً حسناً


فربما يدخلون في الإسلام بسببه ... فيرتفع قدرك عند الله ...

وهناك أمر آخر متعلق أيضاً بالرزق :

(( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب )) الطلاق

أيضاً اجتناب المعاصي من الأمور التي تجلب الرزق ...

أيضاً بر الوالدين والإحسان إليهما ، وتذكرهما بلقمة العيش التي تأكلها ....

أيضاً حسن الظن بالله ، وبأنه هو الرزاق ذو القوة المتين ...

وأن رزقك مكتوب في السماء لن يصل إلى أحد غيرك .... ولن تأخذ رزق غيرك ..

وهناك أمور كثيرة أيضاً لا يتسع المجال لذكرها

.. وطبق الاستغفار ... وانتظر الرزق من الله ..

ثم تذكرني بدعوة بظهر الغيب ...

وكل من يأتيه رزق من ورائه .. فليكتب تجربته ... ليتشجع الآخرون ..

وليكن صادقاً في تجربته ... حتى تؤتي ثمارها ..

لأن البعض ربما يستخدم الكذب للتشجيع على الخير فيقع في المحظور دون أن يدري .. فتنبهوا

وإن شاء الله أنتم صادقون فيما تقولون

الحلال بين والحرام بين وبينهما امور مشتبهات فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه

"من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه" ..

اللهم اغننا بحلالك عن حرامك.. وبفضلك عمن سواك

موقع ممتاز

موقع ممتاز




انشر لعل الله ينفع به

أدعو لي ولوالدي بالرحمة والمغفرة
موقع ممتاز جدا

عند فتح الموقع يوجد علامة + عند بداية كل اية ، مرر الفاره لعلامة + ثم تجد عدة خيارات للاستفاده

الله يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال



Check the link

http://quran.muslim-web.com/sura.htm?aya=002

اقرأوها لأنها رائعة

اقرأوها لأنها رائعة




يقول: بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا .. أظلم الناس وآكل الحقوق .. آكل الربا .. أضرب الناس .. افعل المظالم .. لا توجد معصيه إلا وارتكبتها .. شديد الفجور .. يتحاشاني الناس من معصيتي
يقول: في يوم من الأيام .. اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفله .. فتزوجت وأنجبت طفله سميتها فاطمة .. أحببتها حباً شديدا .. وكلما كبرت فاطمه زاد الايمان في قلبي وقلت المعصيه في قلبي .. ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر .. فاقتربت مني فازاحته وهي لم تكمل السنتين . وكأن الله يجعلها تفعل ذلك .. وكلما كبرت فاطمه كلما زاد الايمان في قلبي .. وكلما اقتربت من الله خطوه .. وكلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي.. حتى اكتمل سن فاطمه 3 سنوات فلما اكملت .. الــ 3 سنوات ماتت فاطمه
يقول: فانقلبت أسوأ مما كنت .. ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على البلاء .. فعدت أسوا مما كنت .. وتلاعب بي الشيطان ... حتى جاء يوما
فقال لي شيطاني: لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!!
فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب فرأيتني تتقاذفني الاحلام . حتى رأيت تلك الرؤيا رأيتني يوم القيامه وقد أظلمت الشمس .. وتحولت البحار إلى نار. وزلزلت الأرض .. واجتمع الناس إلى يوم القيامه .. والناس أفواج ... وأفواج .. وأنا بين الناس وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان .. هلم للعرض على الجبار
يقول: فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف حتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجبار
يقول: فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤيه) وكأن لا أحد في أرض المحشر .. ثم رأيت ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه. فجريت أنا من شده الخوف فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً .. فقلت:
آه: أنقذني من هذا الثعبان
فقال لي .. يابني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحيه لعلك تنجو .. فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي .. فقلت: أاهرب من الثعبان لأسقط في النار فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب
فعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني .. فبكى رأفة بحالي ... وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال كلهم يصرخون: يافاطمه أدركي أباك أدركي أباك
يقول: فعلمت أنها ابنتي .. ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات تنجدني من ذلك الموقف فأخذتني بيدها اليمنى .. ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شده الخوف ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا.
وقالت لي ياأبت ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
يقول: يابنيتي .. أخبريني عن هذا الثعبان!!
قالت هذا عملك السئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أن الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامه..؟
يقول: وذلك الرجل الضعيف: قالت ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً ولولا انك انجبتني ولولا أني مت صغيره ماكان هناك شئ ينفعك
يقول: فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يارب.. قد آن يارب, نعم ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
يقول: واغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التوبه والعوده إلى الله
يقول: دخلت المسجد فإذا بالامام يقرأ نفس الاية ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
ذلك هو مالك بن دينار من أئمه التابعين هو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل.
ويقول: إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنه من ساكن النار، فأي الرجلين أنا
اللهم اجعلني من سكان الجنه ولا تجعلني من سكان النار
وتاب مالك بن دينار واشتهر عنه أنه كان يقف كل يوم عند باب المسجد ينادي
ويقول: أيها العبد العاصي عد إلى مولاك .. أيها العبد الغافل عد إلى مولاك ... أيهاالعبد الهارب عد إلى مولاك .. مولاك يناديك بالليل والنهار يقول لك من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً،
ومن أتاني يمشي أتيته هرولة.
أسألك تبارك وتعالى أن ترزقنا التوبه
لا إله إلا أنت سبحانك .. إني كنت من الظالمين



*** منقـــول ***

عشر نصائح لرفع الحالية المعنوية لدى الموظفين

عشر نصائح لرفع الحالية المعنوية لدى الموظفين



1. كن بشوشاً:


فالروح المرحة للرئيس الاداري غالباً ما تكون مصدراً كبيراً لخلق وتدعيم العزيمة لدى المرؤسين لأنها تحدث نفس الأثر عندهم فهي تخلق جواً ملائما للفكر والتنفيذ، ومن المفاهيم الخاطئة أن ابتسامة الاداري تقلل من كرامته، ونحن لا نقصد هنا الابتسامة التظاهرية وانما الابتسامة الحقيقية التي تظهر من قلب مرح .. اذا جاءك أحد موظفيك وأنت مشغول بعمل ولا يمكن أن تعطيه وقتك وطلبت منه أن يعود اليك بعد نصف ساعة فهل تطلب ذلك منه ببشاشة أم بشكل قاس وعلى وجهك عبوس و تقطيب ؟؟ (( تبسمك في وجه أخيك صدقة )).



2. كن هادئاً:


كل منا يحب التعامل مع الشخص الهادىء لأننا نعرف أنه يستطيع الرقابة على نفسه في الأوقات العصيبة (( ما كان الرفق في شيء الا زانه وما نزع من شيء الا شانه )) .



3. كن ثابت المزاج:


ان الاداري الثابت المزاج لايغير قراراته حسب أهوائه، فمن الخطر أن يكون الاداري متشائماً اليوم متفائلاً الغد ... لأن ذلك يجعل المرؤسين في حيرة من أمرهم ويشعرون هم أنفسهم بالتوتر والتقلب ((اللهم اني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد )).



4. لا تكن أنانياً:


ان الموظفين لا يثقون في الرئيس الاداري الأناني، خصوصا اذا كان يسعى للحصول على مكاسب نتيجة اقتراحات أو أفكار تقدموا بها، اذا شعرت أن أحد موظفيك يستحق الوظيفة التي يشغلها أنت فهل تتخلى عنها ؟؟ (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) .



5. كن صادقاً:


ان الصدق لدى الاداري يولد الصدق لدى الموظفين ، فكل الحقائق سواء كانت مريرة أم سارة تكون على المنضدة (( ان الله مع الصادقين )) .



6. كن ذا كرامة:


ليست الكرامة مجرد قناع يضعه الاداري على تصرفاته وانما كرامة المنصب مستمدة من اتجاهات الاداري نحو وظيفته ، واحترامه لمسئوليتها وتقديره لأهمية عمله .



7. كن حسن التصرف:


ليس من حسن التصرف جرح شعور الموظف أو كرامته بأي شكل ؛ لأن ذلك يخفض من الروح المعنوية له ولزملائه، ولا يقصد بحسن التصرف تجنب المسائل غير السارة في العلاقات مع الآخرين، وانما القدرة على الاعتماد على المزاج الايجابي للفرد مثل الاخلاص والواجب والعدالة (( ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله : الحلم والأناة )) .



8. كن صبوراً:


ان الاداري الذي لا يتميز بالصبر يثير الانفعال في التنظيم فهو يطلب اتمام الأعمال بسرعة غير معقولة، وهذا غالبا ما يؤدي الى الضياع والارتباك فقد قيل (( ان أكبر جهل للطبقات المتعلمة هو جهلهم للجهل )) فبعض الاداريين يتوقعون أكثر من طاقة وامكانيات موظفيهم.



9. كن حازماً:


يجب على الاداري أن يكون حازما في تصرفاته ولكن برقة، والحزم يظهر في استعداد الاداري لتحمل مسئولياته ومقابلة مشكلاته، ولا يقصد بالحزم عدم الانصات للحقائق ، فهذا عناد (( فاذا عزمت فتوكل على الله )) .



10. كن دقيقاً:


يجب على الاداري أن يتكلم بدقة وفي الموضوع دون لف أو دوران واذا لم يكن هناك شيء يقال فانه من الضروري ألا يقول أي شيء حتى لا يقال انه (( لا يستحق الانصات )) لا يتكلم أكثر من اللازم، واذا تكلم فمن الضروري اعطاء فرصة للكلام لكي يُفهم من الآخرين (( لتقل خيرا أو لتصمت ))

الثلاثاء، أبريل 04، 2006

أسباب الرزق


أسباب الرزق:



أولا : اكثر من الاستغفــــار

قال تعالى: فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا

ثانيا : التقــــوى

قال تعالى : ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب

ثالثا : التوكــل على اللــه

قال الرسول : لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا

رابعا : المتابعة بين الحج والعمرة

قال الرسول : تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقــر والذنوب

خامسا : صلــة الرحـــم

قال رسول الله : من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه

سادسا : الإنفـــاق في سبيل الله

قال تعالى : وما أنفقتــم من شيء فهـــو يخلفـــه



لطفا و ليس أمرا‎

إن أعجبك محتوى الرسالة أعد إرسالها لمن تعرف ليعم الخير و الفائدة‎ و جزاك الله خيرا‎

اللهم صل على محمد وآل محمد

اللهم إن كان لك صفوة تدخلهم الجنة من غير حساب

ولا عـقاب فاجعل قارئ رسالتي منهم . . .

اللهم وفق مرسل هذه الرسالة ، وأعنه على ذكرك وشكرك وطاعتك وحسن عبادتك ، اللهم وفقه

لما تحب وترضى ، اللهم أحسن خاتمته ، وأجعل قبره روضة من رياض الجنة ، اللهم أرحمه

وأرضى عنه ، وأرزقه الجنة التي وعدت بها عبادك الصالحين


البكاء من خشية الله.. تربية للقلب


البكاء من خشية الله.. تربية للقلب



يتسارع وقع خطى الأيام، وتتسابق لحظات المرء، نحو ساعات يشبه بعضها بعضا، وتشتد غفلة الإنسان مع متطلبات شئونه الحياتية، فلا يفيق إلا بعد ما طويت مراحل من عمره مهمة، فيندم عندئذ ندما كبيرا، ويتمنى أن لو أيقظه موقظ أو صرخ في وجهه ناصح.


وهذا في الواقع يحصل لكل أحد، فلا أحد ينجو من الغفلة، ولا أحد يهرب من التأثر بدوامة الحياة، ولكن ثمة لحظات صدق تائبة، ونوبات خشوع صادقة تتلمس شغاف القلب المنيب إلى ربه، يحاسب فيها نفسه، ويجدد فيها العهد، وعندها تثور ثائرة مشاعره الصادقة التائبة، وتغرورق عيناه بدموع إيمان، فيكون بكاؤه عندئذ أشبه ما يكون بغيث السماء الذي يرسله الله سبحانه على جدباء الأرض فيحييها وينبت فيها الحياة من جديد.


 


 


القرآن والسنة


قال الله تعالى: "وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا" (الإسراء :109). وعن أبي أمامة رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم "ليس شيء أحب إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين: قطرة دموع من خشية الله وقطرة تهرق في سبيل الله، وأما الأثران فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض الله تعالى" (أخرجه الترمذي).


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله تعالى حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم" (أخرجه الترمذي). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله..."، وذكر منهم "ورجلا ذكر الله خاليا ففاضت عيناه: (متفق عليه).


 


سمت الصالحين


عن العرباض بن سارية قال: "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة سالت منها العيون ووجلت منها القلوب..." (أخرجه أحمد والترمذي).


وكان الضحاك بن مزاحم إذا أمسى بكى فيقال له ما يبكيك؟ فيقول: لا أدري ماذا صعد اليوم من عملي!.


وقال ثابت البناني: كنا نتبع الجنازة فما نرى إلا متقنعا باكيا أو متقنعا متفكرا.


وقال كعب الأحبار: لأن أبكي من خشية الله فتسيل دموعي على وجنتي أحب إلى من أن أتصدق بوزني ذهبا.


وقال قتادة: كان العلاء بن زياد إذا أراد أن يقرأ القرآن ليعظ الناس بكى وإذا أوصى أجهش بالبكاء.


وقال الذهبي: كان ابن المنكدر إذا بكى مسح وجهه ولحيته من دموعه ويقول: بلغني أن النار لا تأكل موضعا مسته الدموع.


وعن يحيى بن بكير، قال: سألت الحسن بن صالح أن يصف لنا غسل الميت فما قدرت عليه من البكاء.


وعن محمد بن المبارك، قال: كان سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته صلاة الجماعة بكى.


وقال معاوية بن قرة: من يدلني على رجل بكاء بالليل بسام بالنهار؟


وقال بكر بن عبد الله المزني: "من مثلك يا ابن آدم خلي بينك وبين المحراب، تدخل منه إذا شئت وتناجي ربك، ليس بينك وبينه حجاب ولا ترجمان، إنما طيب المؤمن الماء المالح هذه الدموع فأين من يتطيبون بها؟.


 


مثيرات البكاء




  1. الخلوة الصالحة في أوقات إجابة الدعاء: فالخلوة الصالحة هي خليلة الصالحين والعبّاد وكل قلب يفتقر إلى خلوة، وأنا هنا أنعتها بالصالحة وهي الخلوة التي يقصدها المرء بنية التعبد لله والخلوص له سبحانه وتعالى قال الله سبحانه: "وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً".. وهذه الخلوة الصالحة يكون فيها التدبر في شأن الإنسان وحاله مع ربه، ويكون فيها محاسبة المرء لنفسه، ويكون فيها استدعاء تاريخ حياة كل واحد مع نفسه وفقط، وتكون فيها المصارحة والمكاشفة بين كل امرئ وقلبه، فيعرف مقامه وتقصيره وكم هو مذنب مقصر خطاء.. وعندها يسارع إلى الاستغفار والبكاء من خشيته سبحانه.



  2. الإنصات والتدبر للتذكرة والموعظة: فكم من كلمة طيبة كانت سببا في تغيير حياة إنسان من الغفلة إلى الاستقامة، وقد حذر العلماء من إغفال التذكرة وعدم التأثر بها، فقال إبراهيم بن أدهم: علامة سواد القلوب ثلاث.. ذكر منها: ألا يجد المرء في التذكرة مألما!.. وكان الحسن إذا سمع القرآن قال: والله لا يؤمن عبد بهذا القرآن إلا حزن وذبل وإلا نصب وإلا ذاب وإلا تعب، وقال ذر لأبيه عمر بن ذر الهمداني: ما بال المتكلمين يتكلمون فلا يبكي أحد فإذا تكلمت أنت يا أبت سمعت البكاء من ههنا وههنا؟ فقال: يا ولدي ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة.



  3. محاسبة الجوارح ومخاطبتها: فعن أحمد بن إبراهيم قال: نظر يونس بن عبيد إلى قدميه عند موته فبكى وقال: قدماي لم تغبرا في سبيل الله!، فهذه إذن حسرات الصالحين، حسرة يوم يذكر طاعة لم يتمها، وحسرة يوم يذكر خيرا لم يشارك فيه، وحسرة يوم يمر عليه وقت لا يذكر الله تعالى فيه، والحق إن في الحديث إلى الجوارح لاسترجاع لواقع المرء الحقيقي الذي غاب عنه، فينظر إلى كل جارحة من جوارحه ويخاطبها: كم من ذنب شاركت فيه؟ وكم من طاعة قصرت عنها؟ وكم من توبة تمنعت عنها؟ وكم من استغفار غفلت عنه؟.. ويذكر قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ...} الآيات "فصلت".



الأحد، أبريل 02، 2006

من مواقف السلف في الحذر من الفتوى


من مواقف السلف في الحذر من الفتوى




اعلم أن الإفتاء عظيم الخطر كبير الموقع كثير الفضل لأن المفتي وارث الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم وقائم بفرض الكفاية لكنه معرض للخطأ.

ولهذا قالوا المفتي موقع عن الله تعالى.

عن ابن المنكدر قال :العالم بين الله تعالى وخلقه فلينظر كيف يدخل بينهم.


وورد عن السلف وفضلاء الخلف من التوقف عن الفتيا أشياء كثيرة معروفة.

وعن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال أدركت عشرين ومئة من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا إلى هذا وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول.


وفي رواية ما منهم من يحدث بحديث إلا ود أن أخاه كفاه إياه ولا يستفتى عن شيء إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا.

وعن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم : من أفتى في كل ما يسأل فهو مجنون.

وعن الشعبي والحسن وأبي حصين قالوا: إن أحدكم ليفتي في المسألة ولو وردت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر.

وعن عطاء بن السائب التابعي : أدركت أقواما يسأل أحدهم عن الشيء فيتكلم وهو يرعد.

وعن ابن عباس ومحمد بن عجلان إذا أغفل العالم لا أدري أصيبت مقاتله.


وعن سفيان بن عيينه وسحنون أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما.

وعن الشافعي وقد سئل عن مسألة فلم يجب فقيل له فقال : حتى أدري أن الفضل في السكوت
أو في الجواب.

وعن الأثرم سمعت أحمد بن حنبل يكثر أن يقول لا أدري وذلك فيما عرف الأقاويل فيه.

وعن الهيثم بن جميل شهدت مالكا سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في ثنتين وثلاثين منها لا أدري.



وعن مالك أيضا أنه ربما كان يسأل عن خمسين مسألة فلا يجيب في واحدة منها وكان يقول من أجاب في مسألة فينبغي قبل الجواب أن يعرض نفسه على الجنة والنار وكيف خلاصه ثم يجيب.

وسئل عن مسألة فقال لا أدري فقيل هي مسألة خفيفة سهلة فغضب وقال ليس في العلم شيء خفيف.

وقال الشافعي : ما رأيت أحدا جمع الله تعالى فيه من آلة الفتيا ما جمع في ابن عيينة أسكت منه على الفتيا.



وقال أبو حنيفة : لولا الخوف من الله تعالى أن يضيع العلم ما أفتيت يكون لهم المهنأ وعلي الوزر.

وأقوالهم في هذا كثيرة معروفة.

قال الصيمري والخطيب : وقل من حرص على الفتيا وسابق إليها وثابر عليها إلا قل توفيقه واضطرب في أمره ..

وإن كان كارها لذلك غير موثر له ما وجد عنه مندوحة وأحال الأمر فيه على غيره كانت المعونة له من الله أكثر والصلاح في جوابه أغلب واستدلا بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة أوكلت إليها وإن أعطتها عن غير مسألة أعنت عليها


الاثنين، مارس 27، 2006

أعيدوا للمساجد مكانتها


أعيدوا
للمساجد مكانتها


الشيخ صالح بن فوزان الفوزان




الحمد لله رب العالمين، أمر بالمسارعة إلى الخيرات، وحذّر من إضاعة الأعمار والأوقات،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وما له من الأسماء
والصفات، وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله، حثّ على المبادرة إلى حضور الجمع والجماعات،
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين كان تنافسهم في الطاعات وسلّم تسليماً
كثيراً.

يقول تعالى: { سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا
كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدّتْ لِلّذينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ
ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ الْعَظِيمِ
}

واعلموا أن الأوقات تمضي والأعمار تنقضي، ومن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل،
ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة، والجنة لا تُدرك بالتمني، ولا
بشرف النسب، ولا بعمل الآباء والأجداد، ولا بكثرة الأموال والأولاد، قال تعالى:
{ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُم بالّتي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى
إِلاّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَاِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ الضِّعْفِ بِمَا
عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ } ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه.
فالجنة لمن آمن بالله وعمل صالحاً ولو كان عبداً حبشياً، والنار لمن كفر بالله
ولو كان شريفاً قرشياً.

إننا نرى الكثير ممن يتكاسلون عن الأعمال الصالحة وينشطون في طلب الدنيا ويتوسعون
في إعطاء نفوسهم ما تشتهي.

ولنضرب لذلك مثلاً في علاقة كثير من الناس بالمساجد وحضور الجمعة والجماعة، فنرى
الكثير يسكنون بجوار المساجد ولا يدخلونها ولا يعرفون فيها، يجاورون المساجد
ببيوتهم ويبعدون عنها بقلوبهم، وذلك دليل على ضعف الإيمان في قلوبهم أو انعدامه،
لأن عمارة المساجد بالصلاة والعبادة والتردد إليه من أجل ذلك علامة الإيمان.
قال تعالى: { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مِنْ آمَنَ باللهِ وَاليَوْمِ
الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاّ اللهَ فَعَسَى
أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
« إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان » وتلا هذه الآية.

ترى هؤلاء يملؤون الأسواق ويأكلون الأرزاق، ولا يتجهون إلى المساجد ولا يشاركون
المسلمين في إقامة شعائر الدين { اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ
ذِكْرَ اللهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ
هُمُ الْخَاسِرُونَ } . حرموا أنفسهم أجر المشي إلى المساجد وما فيه من الحسنات
وتكفير السيّئات، وبقيت أوزارهم على ظهورهم.

والبعض الآخر من الناس- وهم كثير- يأتون إلى المساجد في فتور وكسل، ويمضون فيها
قليلاً من الوقت على مضض وملل، فالكثير منهم إذا سمع الإقامة جاء مسرعاً ثائر
النفس ودخل في الصلاة وهو مشوش الفكر، لم يُراع أدب الدخول إلى المسجد ولم يعمل
بسنّة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول: « إذا سمعتم الإقامة فامشوا وعليكم
السّكينة فما أدركتم فصلّوا وما فاتكم فأتمّوا » وفاته أجر التقدم إلى المسجد
وانتظار الصلاة، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يجلس ينتظر الصلاة
في المسجد كالمرابط في سبيل الله، وأنه يُكتب له أجر المصلي ما دام ينتظر الصلاة،
وأن الملائكة تستغفر له ما دام كذلك- لكن اليوم يؤذن المؤذن ويمضي وقت طويل والمسجد
خال ليس فيه أحد إلى أن تقام الصلاة فيأتون متكاسلين.

إن التأخر في الحضور إلى الصلاة كما أنه يفوت أجوراً كثيرة فهو أيضاً يفتح باب
التهاون بالصلاة ويجر في النهاية إلى ترك صلاة الجماعة، فقد روى مسلم في صحيحه
عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخراً
فقال لهم: « تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم، ولا يزال قوم يتأخرون حتى
يؤخّرهم الله »

فدلّ هذا على خطورة التأخر عن الحضور إلى الصلاة وأن المتأخر يعاقب بأن يؤخره
الله عن رحمته وعظيم فضله.. ويكفي في التنفير عن التأخير أن فيه تشبهاً بالمنافقين
الذين قال الله فيهم: { وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاّ وَهُمْ كُسَالَى } وقال
فيهم: { وَإِذا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى }

أعتقد أن هؤلاء لو كان يفوتهم بتأخيرهم طمع من مطامع الدنيا لجاءوا مع أول الناس
ولجلسوا في الانتظار الساعات الطويلة دون ملل، وما ذاك إلا لأن الدنيا أحب إليهم
من الآخرة. لقد أصبحت المساجد اليوم مهجورة مغلقة غالب الوقت لا تُفتح إلا بضع
دقائق وبقدر أداء الصلاة على عجل.

لقد أصبحت المساجد تشكو من قلّة المرتادين لها والجالسين فيها لذكر الله تعالى،
لقد فقدت الرجال الذين يسبحون الله فيها بالغدو والآصال لا تلهيهم تجارة ولا
بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار.


فقدت العاكفين والركع السجود الذين يعمرونها آناء الليل وأطراف النهار، فقد كانت
المساجد فيما مضى بيوتاً للعبادة ومدارس العلم وملتقى المسلمين ومنطلقهم، فيها
يتعارفون ويتآلفون ومنها يستمدون الزاد الأخروي ونور الإيمان وقوة اليقين، بها
تعلّقت قلوبهم وإليها تهوى أفئدتهم، هي أحب إليهم من بيوتهم وأموالهم، فلا يملون
الجلوس فيها وإن طالت مدته، ولا يسامون التردد عليها وإن بعدت مسافته، يحتسبون
خطاهم إليها ويستثمرون وقتهم فيها فيتسابقون في التبكير إليها.

هذه حالة السّلف في المساجد. واليوم كما تعلمون كثر التأخر عن المساجد وقل الجلوس
فيها، ففات بذلك من الخير الكثير على الأمة، وضعفت منزلة المساجد في قلوب كثير
من الناس وقلّ تأثيرها فيهم فظهر الجفاء وتناكرت القلوب وتفككت الروابط حتى صار
الجار لا يعرف جاره ولا يدري عن حاله.

فاتّقوا الله عباد الله وأعيدوا للمساجد مكانتها في قلوبكم، وبكروا في الذهاب
إليها، وأكثروا من الجلوس فيها، واسمعوا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
من الحث على المشي إلى المساجد والجلوس فيها لعلكم تذكرون، عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « صلاة الرجل مع الجماعة تضعف
على صلاته ببيته وفي سوقه خمساً وعشرين درجة، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء
ثم خرج إلى الصلاة لا يُخرجه إلاّ الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة
وحطّ عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، اللهم
ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة » [رواه البخاري].

وروى مالك في الموطأ: من توضّأ فأحسن الوضوء ثم خرج عامداً إلى الصلاة فإنه في
صلاة ما كان يعمد إلى الصلاة، وأنه يُكتب له بإحدى خُطوتيه حسنة ويُمحى عنه بالأخرى
سيئة، فإذا سمع أحدكم الإقامة فلا يسع فإن أعظمكم أجراً أبعدكم داراً قالوا:
لم يا أبا هريرة؟ قال: من أجل كثرة الخطا.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « ألا أدلّكم
على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ ، قالوا: بلى يا رسول الله، قال:
إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة،
فذلكم الرباط فذلكم الرباط » [رواه مالك ومسلم].

وعن بُريدة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « بشّر المشّائين
في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة » [رواه أبو داود والترمذي]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أحب البلاد
إلى الله تعالى مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها » [رواه مسلم].

لقد عظّم الله شأن المساجد وأثنى على الذين يعمرونها بالطاعة ووعدهم جزيل الثواب،
قال تعالى: { فِي بُيُوتٍ أّذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ
يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوّ وَالآصَالِ . رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارةٌ
وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزّكَاةِ يَخَافُونَ
يَوْماً تَتَقَلّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ . لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ
مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ
حِسَابٍ }


وصلى الله
على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المصدر : موقع الأثري


الرزق


الرزق




حين نتحدث عن الرزق تذهب أذهان الكثيرين مباشرة إلى المال أو العقارات. وربما
تتجاوز بعض الأذهان هذا التفكير إلى ضرب آخر من الأرزاق كالأولاد مثلا أو الصحة
أو السعادة أو الزوجة.

وربما يصدق هنا المثل القائل: "كل يغني على ليلاه". فمن يجعل المال
شغله الشاغل يعتقد أن الرزق المطلوب هو المال. ومن يرى سعادته في العيال يرى
أن الله قد أكرمه حين حباه قبيلة من الأولاد فتيانا وفتيات، ويرى قرة عينه أن
يراهم حوله يمرحون. ومن الناس من يرى أن الله قد رزقه أكرم رزق، وقسم له أفضل
قسمة، إذا من الله عليه ووهبه خلقا حسنا فصدق فيه قول القائل:

فإذا رزقت خليقة محمودة فقد اصطفاك مقسم الأرزاق


 


ألوان الرزق

والرزق في الحقيقة تتنوع أصنافه، وتتباين صوره، فمنه الحسي كالمال والأولاد والزوجة
والعقارات والمنصب والدرجة العلمية, ومنه المعنوي كالعلم والرضا والسعادة وراحة
البال، ومنه ما يشمل جانبا حسيا وآخر معنويا كالصحة.

ومن الرزق أيضا الإيمان واليقين. ففي الحديث: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب
يصيبه"، وفي الحديث الآخر: "إن للمعصية ظلمة في القلب وسوادا في الوجه
وإن للحسنة ضياء في القلب وسعة في الصدر ونورا في الوجه".

وليس هذا كله إلا حديث عن الإيمان، إذ أنه لون من ألوان الرزق، يتفاوت ويتباين
بتباين صلة العبد بالله، ومقدار استعداده لتلقي رزق الله. وهذا ما يعنيه طيف
من أطياف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن للقلوب إقبالا وإدبارا,
فإن أقبلت فزيدوها وإن أدبرت فألزموها الفرائض".

وإذا كان الرزق هكذا فلا بد أن القلوب النابضة بالإيمان، القلوب المخبتة لله،
القلوب التي تستشعر المعصية عن بعد، هي نفسها رزق من الله عز وجل، يقسمه بين
عباده كما يقسم المعايش بينهم: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ
بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}
(الزخرف: 32).


 


قلبك في جنة الآخرين

وحديثنا عن القلوب التي هي رزق من عند الله. يشمل أمرين، هما: قلبك أنت، وقلوب
الآخرين. ولنبدأ بقلبك أنت على حد قول سيد الخلق: "ابدأ بنفسك ثم بمن تعول".
وقلبك هذا رزق من الله، فمن ذا الذي غرس فيه الرحمة سواه، ومن الذي ينعم عليك
بإحساس الحنو والرفق، حينما ترى ما يدعو لذلك.

من ذا الذي يرزقك إحساس الوجل والخشية حينما تتلي عليك آيات الله: {الَّذِينَ
إِذَا ذُكرَ اللهُ وجلت قُلُوبُهُمْ} (الأنفال:2). من ذا الذي يلين قلبك لذكره:
{ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى
اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
(الزمر:23).

أليس من رزق الله لك أن وهبك قلبا متحركا حساسا يطرب للخير، وينشرح به، ويفزع
من الشر وينقبض منه؟ أليس من رزقه لك أن وهبك قلبا تتحرك أوتاره، حينما تتلى
كلمات الله، فيرسل إشارته للعين لتدحرج على الخد دمعة ساخنة من قلب حرارة المعصية
والتفريط؟

أليس من رزقه ووافر نعمته أن وهبك قلبا، يرحم الضعيف ويئن لأنين المساكين, يحب
الصغار، ويرسل إشارته لليدين لتتحركا بلمسة حانية على رأس يتيم، أو صدقة ضئيلة
لجيب مسكين، فتضع البسمة على شفتيه، طالما عاشرها الحزن وقست عليها الأيام.

وإن قالوا إن الصحة تاج على رءوس الأصحاء لا يحس به إلا المرضى, لقلنا إن الرزق
نعمة في يد أصحابه، لا يحس به إلا من فقده. والقلب رزق لا يحس به إلا من حرم
نعمة القلب. ولنا في القرآن خير دليل, حين نقرأ: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ
أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد:24).

فكأن القرآن يعرض بالقلوب التي حرمت رزقها من نعمة التدبر، فصارت موصدة الأبواب
لا تستقبل نعمة الله. وفي الحديث عن الرجل الذي قال للنبي حين رآه يقبل الحسن
والحسين: "إن لي عشرة من البنين ما قبلت واحدا منهم قط"، فرد عليه
النبي قائلا: "وما علي إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك, من لا يرحم لا
يُرحم".

وكأن النبي يشير من طرف خفي إلى أن هذا الرجل قد رزق الرحمة، التي يفيضها الله
على قلب من أراد من عباده. وحرمانه من الرزق يجعل قلبه في مصاف القلوب التي منعت
فضل الله سبحانه. بل إن القرآن يعيب على من تملكوا القلوب -آلة وجسما- ثم حرموا
نعمة الرزق القلبي، الذي يمكنهم من إدراك نعمة الله في الكون: {لَهُمْ قُلُوبٌ
لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا} (الأعراف:7).

فكأنهم حازوا آلة القلب وحرموا رزقها من الفقه والفهم والوعي. ومن حرمان رزق
القلوب أن يختم الله على القلب, فلا يتنسم روائح الإيمان، ولا يذوق برد اليقين،
وذلك حين ينشغل المرء بلذة الجسد عن لذة الروح، ويقطع قلبه عن مصدر رزقه وولي
نعمته: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى
عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً
فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (الجاثية: 23).

وحينما يحرم القلب رزقه من المشاعر والأحاسيس الفاضلة تنعدم فيه نوازع الخير
وتنضب فيه منابع الهدى، فلا يتحرك لنداء ولا يستجيب لدعوة، ويحال بينه وبين صاحبه:
{يا أيُها الذين آمنوا اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا
يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ
وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (الأنفال: 24). وحينئذٍ يقسو القلب، ويتحجر
حتى يصير أشد قسوة من الحجارة نفسها: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ
فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} (البقرة: 74).


 


ترابط القلوب

ويجهل الكثيرون قيمة المحبة في الله، وقرب القلوب وترابطها على معان سامية. فالله
سبحانه هو الذي يؤلف القلوب {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا
فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ
أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (الأنفال: 63).

وتكون قلوب الآخرين هدفا للدعاة، الذين يضعون كل اهتماهم في كسب قلوب الناس.
وحين نقول إن القلوب رزق، نعني أنك قد تجد داعية من الدعاة قد من الله عليه بمحبة
الناس، فرزقه قلوبهم، وملكه مفاتيحها. فاستطاع أن ينفذ إليها بكل سهولة ويسر.
وآخر قد أوصدت أمامه أبواب القلوب فلم يعد لديه إليها سبيل، ولم يجد من الناس
إلا النفور والإعراض، إنهم لم يلتمسوا هذا الرزق (أي رزق القلوب) ممن يملك مفاتحه.

وإن كان الله قد ربط كسب الرزق والمعاش بالسعي فقال: "فامشوا في مناكبها
وكلوا من رزقه"، وجعل هذا كله في سورة تتناسب مع السياق، هي سورة الملك؛
فمن المناسب أن نقول إن السعي لطلب رزق القلوب أمكن وأجدر.

وما رزق النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرزق الواسع من القلوب إلا بمحبة الله
له، ومعونته له على كسب قلوب الناس والتأثير فيهم, ثم بصبره الواسع المتين ورأفته
ورحمته بهم, وحكمته التي جعلته أرعى لحالهم منهم وأبصر بأمرهم من أنفسهم: {وَاعْلَمُوا
أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ
لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي
قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ
هُمُ الرَّاشِدُونَ} (الحجرات:7).

إن المتبصر في حال القلوب يجد رزقها يزيد، طالما ارتبطت بالله واعتصمت به. فالمرء
إن ربط قلبه بالله هانت عليه الدنيا وزاد إيمانه وغمره فضل الله. فلا يفقد شيئا
طالما أن الله معه، على حد قول ابن عطاء الله السكندري: " إلهي! ماذا وجد
من فقدك, أم ماذا فقد من وجدك. عميت عين لا تراك عليها رقيبا, وخسرت صفقة عبدٍ
لم يجعل له من حبك نصيبا".

فالقلب الجاف لا ينشىء جدولا والقلب البارد لا يسعر ناراً, وما خرج من القلب
وصل إلى القلب، وما خرج من اللسان لم يجاوز الآذان. إن كان هذا طريق القلوب,
فهيا نسير فيه ليزداد رزقنا لقلوبنا ولقلوب غيرنا وعلى الله قصد السبيل.


 


السبت، مارس 25، 2006

مكفرات الذنوب

إصرف بصرك

مهما بلغت خسارتك فلن تكون مثل خسارة هذا الهامور


اعمل
بأحد المستشفيات بمدينة جدة

وقاربت فترة دوامي على نهايتها


ابلغني المشرف أن شخصيه اقتصاديه تتعامل بمئات الملايين في الأسهم


قادم وعلي استقباله وإكمال إجراءات دخوله


انتظرت عند بوابه المستشفى


راقبت من هناك سيارتي القديمة جداً وتذكرت خسائري الكبيرة وإقساطي المتعددة


وعندها وصل الهامور ليكمل مأساتي


حيث حضر بسيارة اعجز حتى في أحلام المساء أن امتلك مثلها


يقودها سائق يرتدي ملابس أغلى من ثوب الدفة الذي ارتدي


دخلت في دوامة التفكير في الفارق بين حالي وحاله مستواي ومستواه


( شكلي وشكله )


وقلتها بكل حرقه ومنظر سيارتي الرابضة كالبعير الأجرب يؤجج مشاعري


( هذي عيشة )


عموما سبقته إلى مكتبي


وحضر خلفي وكان يقوده السائق على كرسي متحرك


رأيت أن رجله اليمنى مبتورة من الفخذ


اهتزت مشاعري وسألته


!! عندك مشكله في الرجل المبتورة !!


أجاب بلا


!! قلت فلماذا حضرت ياسيدي !!


قال عندي موعد تنويم


!! قلت ولماذا !!


نظر الي وكتم صوته من البكاء وأخفى دمعه حارة بغترته وقال


( ذبحتني الغرغرينا )


وموعدي هو من اجل ( بتر ) الرجل الثانية


عندها أنا الذي أخفيت وجهي وبكيت بكاءً حاراً


ليس على وضعه فحسب


بل لكفر النعمة الذي يصيب الإنسان عند أدنى نقص في حاله


ننسى كل نعم المولى في لحظه ونستشيط غضباً عند اقل خسارة


هل أصبح المؤشر ليس للأسهم فقط بل لقياس مدى إيماننا الذي يهبط مع هبوطه


تحسست قدماي وصحتي فوجدتها تسوى كل أموال وسيارات العالم


وهذا غيض من فيض من نعم الله


فكيف بنا نحصر الرضا والغضب في مؤشر هبط اليوم وسيصعد غداً


هذا ماحدث لي بالفعل قبل عدة سنوات


ومنذ تاريخه وأنا احتسب أي خسارة راضياً بحكم الله


وأحببت أن تبكوا معي قليلاً على السخط الذي نبديه والعياذ بالله وان نوكلها إلى الله


لنعرف مقدار النعم التي نحن فيها ولا نجزع من ارتفاع مؤشر أو انهياره


*****************************************************


منقول من إيميلي

معجزة ترتيب سور القرآن الكريم


اهتم
المسلمون ومنذ القرون الأولى بالعدد القرآني، وقد ذكر الدكتور غانم الحمد محقق
كتاب "البيان في عد آي القرآن" لأبي عمرو الداني، ذكر(36) كتاباً في
علم العدد القرآني، ابتداء من (كتاب العدد) لعطاء بن يسار(ت103 هجرية)، وانتهاء
بكتاب (زهر الغرر في عدد آيات السور) لأحمد السلمي الأندلسي (ت747 هجرية). إلا
أن هذا الاهتمام لم يتطور عبر العصور ليعطي النتائج المرجوة. فالقرآن كلام الله
العظيم الذي خلق الكون وأبدعه، وأحصى كل شيء عددا، فالمتوقع أن يكون هذا الكتاب
على خلاف ما يعهد من كتب البشر القاصرين. من هنا فقد آن الأوان لنتعامل مع القرآن
الكريم بما يليق بجلال مُنَـزِّله، وعظيم إعجازه. فهو المعجزة الفكرية المتصاعدة
بتصاعد الوعي البشري، فالناس اليوم هم أقدر على النقد والتقييم بما أوتوا من
العلوم الحديثة والوسائل المعاصرة.


اختلف
العلماء في ترتيب السور القرآنية، فذهب الجمهور إلى أن ترتيب السور توقيفي، أي
من فعل الرسول عليه السلام وحياً. وذهب البعض إلى أنه من اجتهاد الصحابة، وذهب
السيوطي إلى أن الترتيب هو توقيفي باستثناء سورة التوبة والأنفال، ومن يتتبع
الأدلة التي جاء بـها من قال أن الترتيب من اجتهاد الصحابة يجد أنـها لا تقوم
بـها حجة، ولا يستقيم على أساسها دليل، وليس هذا مقام التفصيل، ولكننا لاحظنا
أن القول بعدم توقيفية الترتيب يقوم على أدلة غير صريحة، في حين يقوم القول بتوقيفيّة
الترتيب على أدلة صريحة. وعلى أية حال فنحن هنا في مقام تقديم الدليل الرياضي
على توقيفيّة السور، بل يتعدى القول بتوقيفيّة الآيات، إذ هو دليل من دلائل النبوة،
ووجه من وجوه الإعجاز.هناك إصدارات كثيرة في الساحة الفكرية المعاصرة تتعلق بالإعجاز
القرآني، ومنه البياني، العلمي، والتشريعي… الخ، إلا أن ما نسميه اليوم "الإعجاز
العددي" لا يزال محل جدل، ومن هنا لم يحظ باهتمام العلماء والدارسين، مع
وجود محاولات نجحت جزئياً كما هي مع " عبد الرزاق نوفل"، ومع الباحث
الأردني "عبد الله جلغوم"(1) في كتابه "أسرار ترتيب القرآن قراءة
معاصرة". ونحن هنا نعرّف القارئ بأهم فكرة وردت في كتابه مع ما قمنا به
من تطوير ومتابعة.


القرآن
الكريم ( 114 ) سورة، إذا قمنا بجمع الأعداد الخاصة بترتيب السور هكذا:


(1+2+3+.......+114)
فسيكون المجموع ( 6555 ) وحتى لاتضيع الوقت في الجمع يمكنك أن تستخدم هذا القانون
الرياضي: ( 114+1) 114 ÷ 2 = 6555


والسؤال
هنا : هل لـهذا المجموع علاقة بمجموع آيات القرآن الكريم، والذي هو (6236) آية؟


استقرأ
الباحث "جلغوم" السور القرآنية فوجد أن هناك (60) سورة زوجية الآيات،
مثل: البقرة (286) آية، والنساء (176) آية….إلخ؛ بالتالي يكون عدد السور فردية
الآيات هو (54) سورة مثل الفاتحة (7) ، التوبة (129) ….إلخ.


تعليق:
استقرأنا فوجدنا النتيجة صحيحة. أما لماذا (60) و (54) فنقول لمن لم يقرأ حول
العدد (19) وملابساته، ولمن قرأ والتبس عليه الأمر، حيث تنازع هذا العدد (19)
أهل الحقيقة وأهل الباطل، حتى استقر الأمر بالاستقراء الرياضي، وخرجت الحقيقة
من رحم الفتنة. ويجد القارئ بيان ذلك في كتابنا : (( إعجاز الرقم 19 في القرآن
الكريم مقدمات تنتظر النتائج)). أقول : (6 × 19 = 144 ) فاذا ضربنا


(6
× 10 = 60) ، وإذا ضربنا (6 × 9 = 54). وجد "جلغوم" أن السور الزوجية
ال (60) تنقسم إلى (30) سورة رقمها في ترتيب المصحف (زوجي)، و (30) سورة ترتيبها
(فردي)، أما السور ال (54) الفردية فوجدها تنقسم إلى (27) سورة رقمها في ترتيب
المصحف فردي، و (27) ترتيبها زوجي.


تعليق:
استقرأنا فوجدنا النتيجة صحيحة. وإليك هذا الرسم التوضيحي:


(114)
سورة


(60)
(54)


(30)
(30) (27) (27)


لو
افترضنا أن السور ال (60) زوجية الآيات هي أول (60) سورة في ترتيب المصحف، لنتج
عن ذلك أن يكون هناك (30) سورة منها فردية الترتيب، وتكون ال (30) الأخرى زوجية
الترتيب. وكذلك لو كانت السور ال (54) فردية الآيات هي آخر (54) سورة في ترتيب
المصحف، لنتج عن ذلك أن يكون (27) منها فردية الترتيب، وال (27) الأخرى زوجية
الترتيب. ويمكن الحصول على النتيجة نفسها عندما نعكس الترتيب السابق ونـجعل السور
ال (54) الفردية في بداية المصحف، والسور ال (60) الزوجية في القسم الثاني من
ترتيب المصحف. وعلى خلاف هذين الترتيبين يكون من الصعب أن تأتي النتيجة على هذا
النسق المبين في الرسم التوضيحي. وعلى الرغم من أن ترتيب السور الزوجية والفردية
ليس على هذه الصورة المفترضة، فقد جاءت النتيجة وفق هذا الترتيب اللافت للانتباه
وعلى خلاف المتوقع.


يترتب
على ما سلف أن يكون هناك (57) سورة متجانسة، أي زوجية الآيات زوجية الترتيب،
وفردية الآيات فردية الترتيب، مما يعني أن هناك أيضاً (57) سورة (30+27) غير
متجانسة.


تعليق:
إليك أمثلة على السور المتجانسة وغير المتجانسة:


سور
متجانسة مثل:


الفاتحة-
ترتيبها (1)، وآياتـها (7) فردي-فردي


البقرة-
ترتيبها (2)، وآياتـها (286) زوجي-زوجي


النساء-
ترتيبها (4) وآياتـها (176) زوجي-زوجي


سور
غير متجانسة مثل:


آل
عمران- ترتيبها (3)، وآياتـها (200) فردي-زوجي


المائدة-
ترتيبها (5)، وآياتـها (120) فردي-زوجي


الأنعام-
ترتيبها (6)، وآياتـها (165) زوجي-فردي


والآن:
إذا قمنا بجمع أرقام ترتيب السور المتجانسة، وأضفنا إليها عدد آياتـها، فسنجد


أن
حاصل الجمع هو (6236) وهذا هو مجموع آيات القرآن الكريم.


وإذا
قمنا بجمع أرقام ترتيب السور ال (57) غير المتجانسة، وأضفنا إليها عدد آياتـها،
فسنجد أن حاصل الجمع هو (6555) وهذا هو مجموع أرقام ترتيب سور القرآن الكريم
من (1-114).


تعليق
أ= استقرأنا فكانت النتيجة صحيحة.


ب=
النتيجة بلغة أخرى :


-
ترتيب + آيات(متجانس)=مجموع آيات القرآن الكريم= (6236)،


-
ترتيب + آيات(غير متجانس)=مجموع ترتيب القرآن الكريم= (6555).


بـهذا
يثبت أن هناك علاقة بين رقم كل سورة وعدد آياتـها، بحيث يكون لدينا إحداثية تقتضي
ارتباط رقم السورة بعدد آياتـها، وارتباط هذا بكل سور القرآن الكريم.


ج=
حتى ندرك عمق المسألة نقوم بإنقاص سورة البقرة آية واحدة فتصبح (285) آية، وبالتالي
تصبح فردية الآيات، مما يعني أن السور الفردية ستصبح (55) والزوجية (59). عندها
ينهار كل شيء. وإذا حافظنا على عدد آيات البقرة (286) وقمنا بجعلها السورة رقم
(3)، وجعلنا سورة آل عمران رقم (2) فستصبح سورة البقرة غير متجانسة، وتصبح سورة
آل عمران متجانسة. أي أن المجموع (286+3) يصبح ضمن السور غير المتجانسة، والمجموع
(200+2) في السور المتجانسة، مما يعني أن مجموع ال (57) سورة المتجانسة سوف لا
يكون (6236)، ومجموع ال (57) سورة غير المتجانسة لن يكون (6555).


هذا
ينطبق على كل سورة من السور ال (114) وعلى ضوء ذلك إذا قمنا بحساب احتمال الصدفة
وفق نظرية الاحتمالات، فسوف نجد أنفسنا أمام عجيبة من عجائب القرآن الكريم، تُثبت
أن ترتيب السور وعدد الآيات هو وحيٌ من الله العزيز الحكيم.


يقوم
الباحث "جلغوم" بتجزئة قانون الجمع السالف :-


(114+1)
60 ÷ 2 = 3450


(114+1)
54 ÷ 2 = 3105


المجموع
= 6555


من
الأمور المدهشة أن نجد مجموع أرقام السور (60) الزوجية في القرآن الكريم هو (3450)،
وبالتالي يكون مجموع ترتيب ال (54) الفردية هو (3105)، لأن المجموع الكلي لا
بد أن يكون (6555) لأن (114+1) 114 ÷ 2 هو في حقيقته (114+1) ( 60 + 54) ÷ 2


تعليق
:- بعـد التحقق وجدنا أن النتيجة صحيحة. وحتى ندرك أن هذا البناء الرياضي المحكم
مرتبط ارتباطا وثيقا بترتيب السور وعدد آياتـها كما هي في المصحف، نقوم بعملية
تبديل للمواقع بين سورة آل عمران وسورة الإسراء، لتصبح سورة (آل عمران) هي السورة
(17) وسورة (الإسراء) هي السورة (3). وبما أننا استبدلنا الترتيب الفردي (3)
بالترتيب الفردي (17)، فإن الكثير مما قلناه لا يتغير، ولكننا سنجد أن مجموع
أرقام السور ال (60) زوجية الآيات ومنها آل عمران، سيصبح (3464)، وسيصبح مجموع
أرقام السور ال (54) الفردية هو (3091)، وبالتالي لن يكون مجموع السور ال (60)
الزوجية -بعد هذا التبديل- مطابقا للقانون الرياضي: ( 114 +1 ) 60 ÷ 2 = 3450،
وكذلك الأمر في السور الفردية. وهذا الكلام ينطبق على كل سورة من السور ال (114).


يقوم
الباحث "جلغوم" بقسمة السور القرآنية من حيث العدد إلى نصفين متساويين
: (1-57)، ( 58-114). إن الأرقام الفردية في النصف الأول هي (29) رقما، وبالتالي
تكون الزوجية (28) أما في النصف الثاني فتكون الأرقام الفردية (28) وبالتالي
تكون الزوجية (29). وقد وجد "جلغوم" أن السور المتجانسة في النصف الأول
هي (28) سورة، وغير المتجانسة (29) سورة. وفي النصف الثاني يكون عدد السور المتجانسة
(29) وغير المتجانسة (28).


تعليق:-
تحققـنا فوجدنا النتيجـة صحيحة. وهنا يظهر أن هناك توازناً في السور المتجانسة
وغير المتجانسة في النصف الأول والنصف الثاني من القرآن الكريم.


لاحظ
الباحث "جلغوم" أن السور زوجية الآيات في النصف الأول من القرآن الكريم
هي (27) سورة، وبالتالي تكون السور الزوجية في النصف الثاني (33) سورة، وقد لاحظ
أن مجموع آيات السور الزوجية ال (27) في النصف الأول هو (2690) وهو مجموع أرقام
ترتيب السور الزوجية ال (33) في النصف الثاني.


تعليق:
أ- تحققنا فوجدنا أن النتيجة صحيحة.


ب-
النصف الأول من سور القرآن الكريم هو (57) سورة، أي (19 × 3) وإذا ضربنا ( 3
× 10 ) يكون (30)، و (3 × 9 ) يكون (27)، ومن هنا نجد أن هناك (27) سورة زوجية،
و (30) سورة فردية. هذا عندما تعاملنا مع النصف الأول. ولكن عندما تعاملنا مع
القرآن كله كما سلف، كانت السور الزوجية (60) أي (6 × 10 ) والسور الفردية (54)
أي (6 × 9 ) .


رسم
توضيحي:-


114
= 19 × 6 = (60+54)


57
= 19 × 3 = (30+27)



بعد
استعراض أهم ما ورد في بحث "عبد الله جلغوم" نقوم الآن باستعراض بعض
ملاحظاتنا والتي يصح أن تكون ملاحظات تكميلية، وامتداداً لهذا المسار الرياضي
المحكم:-


أ
- سورة (57) هي سورة "الحديد" وينتهي عندها النصف الأول من سور القرآن
الكريم، وعدد آياتـها هو (29) آية، وإذا ضربنا رقم ترتيب السورة في عدد آياتـها
يكون الناتج: (57 × 29 = 1653 )، وهذا هو مجموع أرقام السور من (1-57)، أي (57+1)
57 ÷ 2 = ( 1653).


ب
- وفق حساب (الجُمّل) المستخدم في اللغات السامية ومنها اللغة العربية، نجد أن
(جُمّل) كلمة (الحديد) هو (1+30+8+4+10+4)=(57) وهذا هو رقم سورة (الحديد) كما
رأينا. أما كلمة (حديد) فمجموع جُمّلها هو (8+4+10+4) =(26) وهذا هو العدد الذري
للحديد، في حين أن الوزن الذري للحديد هو (57) فتأمل!!


ج
- للحديد (5) نظائر، أوزانـها الذرية (59,58,57,56,55) ويقع النظير (57) في الوسط
كما هو ملحوظ ومجموع هذه الأوزان هو (285).


د
- في كتاب "معجزة القرآن العددية" للكاتب السوري صدقي البيك توصل بالاستقراء
إلى أن مجموع تكرار ذكر الأعداد الصحيحة في القرآن الكريم (285) عددا، فالواحد
مثلا تكرر (145) مرة، والعدد (اثنان) تكرر في القرآن الكريم كله (15)مرة، والعدد(3)
تكرر (17) مرة ……وهكذا، فيكون المجموع (285) عددا صحيحا، ويشمل هذا الإحصاء العددين
(309)و(950) اللذين عبر عنهما القرآن الكريم بشكل غير مباشر.


ولو
سألنا : ما هـو العـدد الذي لو جمعنا الأعداد من واحد حتى نصله، يكون المجموع
هو (285)، أي (1+2+3..........+ س)=(285)؟ الجواب : أقرب عدد صحيح هو (23).


إذا
ضربنا هذا العدد بعدد الأعداد يكون الناتج :


(23×285)=(6555)،
وهو مجموع أرقام سور القرآن الكريم، وهذا يثبت أن هناك علاقة بين ترتيب المصحف
والأعداد في القرآن الكريم فتأمل!!


هـ-
السورة الوحيدة التي تنتهي بكلمة (عدد) هي سورة الجن : "وأحصى كل شيء عددا".


عدد
كلمات سورة الجن (285)، أي أن كلمة (عددا) هي الكلمة (285).


وأخيراً
نخلص من هذا البحث إلى النتائج التالية :


1-
ترتيب سور القران الكريم هو توقيفي، إذ لا يعقل أن تأتي هذه البنية الرياضية
مصادفة. وإلى هذا ذهب جمهور أهل السنة والجماعة.


2-
عدد آيات كل سورة هو أيضاً توقيفي، وهذا لا يعني أن الأقوال الأخرى في العدد
غير صحيحة، لإمكان احتمال الأوجه المختلفة كما في القراءات.


3-
ما نحن بصدده هو اكتشافات معاصرة، وبذلك يتجلى الإعجاز القرآني بثوب جديد. و
لا ننسى أن عالم العدد هو عالم الحقائق، وأن لغته هي الأكثر وضوحا والأشد جزما.


4-
بذلك تنهار كل المحاولات الاستشراقية التي حاولت أن تنال من صِدقيّة ترتيب المصحف
الشريف.


5-
يمكن أن يكون مثل هذا البحث مفتاحا لدراسات تتعامل مع النص القرآني بعيداً عن
الجانب التاريخي، الذي يستغله أهل الباطل للتشويه والتشويش. وبالطبع فإننا لا
نقصد أن نـهمل الجانب التاريخي، وإنما نضيف إليه إثباتاً منفصلاً.


6-
يلحظ القارئ أن القضية استقرائية وليست قضية اجتهادية، ومن هنا لا مجال لرفضها
أو إنكارها إلا باستقراء أدقّ يُثبت عدم واقعية النتائج.


السبت، مارس 18، 2006

الطفل الأمريكي المسلم ألكساندر فرتز (محمد عبد الله)


الطفل الأمريكي المسلم ألكساندر فرتز (محمد عبد الله)

 


محمد عبد الله
ليس بشخصيه تارخيه، و لا من الزعماء، و لكنه شخصيه عصريه إسلاميه.

محمد عبد الله فعل ما عجز الكثير عن فعله و هو في مقتبل العمر، و إن شاء الله يكون
رمزا مشرفا للإسلام في المستقبل.


درس الإسلام
في السادسة وأشهره في الثامنة

أحضرت له أمه كتباً عن كل الأديان وبعد قراءة متفحصة, قرر أن يكون مسلماً قبل أن
يلتقي بمسلم واحد.


أريد أن أصبح
مصوراً لأنقل الصورة الصحيحة عن المسلمين.

أمنيتي أن أقبل الحجر الأسود، فرحلة الحج تكلف 4 آلاف دولار ولدي الآن 300 دولار.


قال لأمه, أنت لم تقرئي التاريخ.. اقرئي التاريخ.. لقد تم اغتصاب فلسطين.

دنفر, كولورادو, د: أنس بن فيصل الحجي


يقول الرسول
صلى الله عليه وسلم:" كل مولود يولد على الفطرة, فأبواه يهودانه أو ينصرانه
أو يمجسانه". وقصة اليوم ما هي إلا مصداق لهذا الحديث الشريف. فقد ولد ألكساندر
فرتز لأبوين مسيحيين في عام 1990م. وقررت أمه منذ البداية أن تتركه ليختار دينه
بعيداً عن أي تأثيرات عائلية أو اجتماعية. وما أن تعلم القراءة والكتابة حتى أحضرت
له كتباً عن كل الأديان السماوية و غير السماوية. وبعد قراءة متفحصة, قرر ألكساندر
أن يكون مسلماً! وقد شغف حباً بهذا الدين لدرجة أنه تعلم الصلاة, وتعرف على كثير
من الأحكام الشرعية, وقرأ التاريخ الإسلامي, وتعلم الكثير من الكلمات العربية,
وحفظ بعض السور, وتعلم الأذان.


كل هذا بدون
أن يلتقي بمسلم واحد! وبناء على قراءاته قرر أن يكون اسمه الجديد "محمد عبد
الله" تيمناً بالرسول الذي أحبه منذ نعومة أظفاره.


* "ابتدأني
هو بالسؤال هل أنت حافظ؟" قالها بالعربية.!

- قلت له لا, وأحسست بخيبة أمله.

* تابع يقول "ولكنك مسلم وتعرف العربية أليس كذلك"؟.

وأمطرني بأسئلة عديدة "هل حججت؟" "هل قمت بأداء العمرة؟" "كيف
تحصل على ملابس الإحرام؟"هل هي مكلفة؟" هل بإمكاني شراؤها هنا أم يبيعونها
في السعودية فقط؟".

* ما هي الصعوبات التي تعاني منها كونك مسلماً في جو غير إسلامي؟". - لقد
توقعت أن يذكر أشياء تتعلق بزملائه أو مدرسيه, أشياء تتعلق بأكله أو شربه, أو بالطاقية
البيضاء التي يرتديها, أشياء تتعلق بالغترة التي يلفها على رأسه على الطريقة اليمنية,
أو بوقوفه مؤذناً في الحديقة العامة قبل أن يصلي, ولكن جوابه كان غير متوقع وكان
هادئاً وممزوجاً بالحسرة "تفوتني بعض الصلوات في بعض الأحيان بسبب عدم معرفتي
بالأوقات

*ما هو الشيء الذي جذبك للإسلام؟ لماذا اخترت الإسلام دون غيره؟

-سكت لحظة ثم أجاب "لا أدري, كل ما أعرفه أنني قرأت عنه وكلما زادت قراءتي
أحببته أكثر".

*هل صمت رمضان؟.

- ابتسم وقال نعم لقد صمت رمضان الماضي كاملاً والحمد لله, وهي المرة الأولى التي
أصوم فيها, لقد كان صعباً وخاصة في الأيام الأولى". ثم أردف "لقد تحداني
والدي أنني لن أستطيع الصيام, ولكني صمت ولم يصدق ذلك".

*ما هي أمنيتك؟.

- فأجاب بسرعة "عندي العديد من الأمنيات, أتمنى أن أذهب إلى مكة المكرمة وأقبل
الحجر الأسود" .

*"لقد لاحظت اهتمامك الكبير بالحج, هل هناك سبب لذلك؟".

_ تدخلت أمه و لأول مرة لتقول "إن صور الكعبة تملأ غرفته, بعض الناس يظن أن
ما يمر به الآن هو نوع من الخيال, نوع من المغامرة التي ستنتهي يوماً ما, ولكنهم
لا يعرفون أنه ليس جاداً فقط, بل إن إيمانه عميق لدرجة لا يحسها الآخرون. علت الابتسامة
وجه محمد عبد الله و هو يرى أمه تدافع عنه, ثم أخذ يشرح لها الطواف حول الكعبة
وكيف أن الحج هو مظهر من مظاهر التساوي بين الناس كما خلقهم ربهم بغض النظر عن
اللون والجنس والغنى والفقر. ثم استطرد قائلاً: إنني أحاول جمع ما يتبقى من مصروفي
الأسبوعي لكي أتمكن من الذهاب إلى مكة المكرمة يوما ما, لقد سمعت أن الرحلة ستكلف
قريباً من 4 آلاف دولار, ولدي الآن 300 دولار"..علقت أمه قائلة في محاولة
لنفي أي تقصير من طرفها :ليس عندي أي مانع من ذهابه إلى مكة ولكن ليس لدينا المال
الكافي لإرساله في الوقت الحالي.

*ما هي أمنياتك الأخرى؟.

- أتمنى أن تعود فلسطين للمسلمين, فهذه أرضهم وقد اغتصبها الإسرائيليون منهم. نظرت
إليه أمه مستغربة فأردف موحياً أن هناك نقاشاً سابقاً بينه وبين أمه حول هذا الموضوع:
أمي, أنت لم تقرئي التاريخ, إقرئي التاريخ, لقد تم اغتصاب فلسطين.

*و هل لديك أمنيات أخرى؟.

أمنيتي أن أتعلم اللغة العربية و أحفظ القرآن الكريم.

* ماذا تريد أن تصبح في المستقبل؟.

- أريد أن أصبح مصوراً لأنقل الصورة الصحيحة عن المسلمين. لقد شاهدت الكثير من
الأفلام التي تشوه صورة المسلمين, كما شاهدت العديد من الأفلام الجيدة عن الإسلام
والتي أصدرها أشخاص أعتبرهم مثلي الأعلى وقد اعتنقوا الإسلام في الستينيات. وسأقوم
بدراسة الإسلام في جامعة أكسفورد, لقد قرأت أن لديهم برنامجاً جيداً في الدراسات
الإسلامية.

* هل تود أن تدرس في العالم الإسلامي؟.

فأجاب بالتأكيد, خاصة في الأزهر. تدخلت أمه لتقول "هل شاهدتم فيلم الملوك
الثلاثة؟" إنه فيلم عن حرب الخليج, إنه فيلم رائع. و هنا أعرب محمد عن امتعاضه
قائلاً " إنه فيلم سيئ, لم أحبه على الإطلاق" و هنا أردفت أمه قائلة
: إنه لا يحبه لأن الجنود الأمريكيين قاموا بقتل بعض المسلمين بدون سبب, ولكنه
فيلم جيد بشكل عام!.

*هل تجد صعوبة في مجال الأكل؟ و كيف تتفادى لحم الخنزير؟.

"الخنزير حيوان وسخ جداً, أنا استغرب كيف يأكلون لحمه, أهلي يعلمون أني لا
آكل لحم الخنزير لذلك لا يقدمونه لي, وإذا ذهبنا إلى مطعم فإنني أخبرهم أني لا
آكل لحم الخنزير.

*هل تصلي في المدرسة؟.

نعم, وقد اكتشفت مكاناً سرياً في المكتبة أصلي فيه كل يوم. وحان وقت صلاة المغرب,
فنظر إلى قائلاً: هل تسمح لي بالأذان؟، ثم قام وأذّن في الوقت الذي اغرورقت فيه
عيناي بالدموع