الاثنين، مارس 27، 2006

أعيدوا للمساجد مكانتها


أعيدوا
للمساجد مكانتها


الشيخ صالح بن فوزان الفوزان




الحمد لله رب العالمين، أمر بالمسارعة إلى الخيرات، وحذّر من إضاعة الأعمار والأوقات،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وما له من الأسماء
والصفات، وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله، حثّ على المبادرة إلى حضور الجمع والجماعات،
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين كان تنافسهم في الطاعات وسلّم تسليماً
كثيراً.

يقول تعالى: { سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا
كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدّتْ لِلّذينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ
ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ الْعَظِيمِ
}

واعلموا أن الأوقات تمضي والأعمار تنقضي، ومن خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل،
ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة، والجنة لا تُدرك بالتمني، ولا
بشرف النسب، ولا بعمل الآباء والأجداد، ولا بكثرة الأموال والأولاد، قال تعالى:
{ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُم بالّتي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى
إِلاّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَاِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ الضِّعْفِ بِمَا
عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ } ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه.
فالجنة لمن آمن بالله وعمل صالحاً ولو كان عبداً حبشياً، والنار لمن كفر بالله
ولو كان شريفاً قرشياً.

إننا نرى الكثير ممن يتكاسلون عن الأعمال الصالحة وينشطون في طلب الدنيا ويتوسعون
في إعطاء نفوسهم ما تشتهي.

ولنضرب لذلك مثلاً في علاقة كثير من الناس بالمساجد وحضور الجمعة والجماعة، فنرى
الكثير يسكنون بجوار المساجد ولا يدخلونها ولا يعرفون فيها، يجاورون المساجد
ببيوتهم ويبعدون عنها بقلوبهم، وذلك دليل على ضعف الإيمان في قلوبهم أو انعدامه،
لأن عمارة المساجد بالصلاة والعبادة والتردد إليه من أجل ذلك علامة الإيمان.
قال تعالى: { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مِنْ آمَنَ باللهِ وَاليَوْمِ
الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاّ اللهَ فَعَسَى
أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
« إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان » وتلا هذه الآية.

ترى هؤلاء يملؤون الأسواق ويأكلون الأرزاق، ولا يتجهون إلى المساجد ولا يشاركون
المسلمين في إقامة شعائر الدين { اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ
ذِكْرَ اللهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ
هُمُ الْخَاسِرُونَ } . حرموا أنفسهم أجر المشي إلى المساجد وما فيه من الحسنات
وتكفير السيّئات، وبقيت أوزارهم على ظهورهم.

والبعض الآخر من الناس- وهم كثير- يأتون إلى المساجد في فتور وكسل، ويمضون فيها
قليلاً من الوقت على مضض وملل، فالكثير منهم إذا سمع الإقامة جاء مسرعاً ثائر
النفس ودخل في الصلاة وهو مشوش الفكر، لم يُراع أدب الدخول إلى المسجد ولم يعمل
بسنّة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يقول: « إذا سمعتم الإقامة فامشوا وعليكم
السّكينة فما أدركتم فصلّوا وما فاتكم فأتمّوا » وفاته أجر التقدم إلى المسجد
وانتظار الصلاة، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي يجلس ينتظر الصلاة
في المسجد كالمرابط في سبيل الله، وأنه يُكتب له أجر المصلي ما دام ينتظر الصلاة،
وأن الملائكة تستغفر له ما دام كذلك- لكن اليوم يؤذن المؤذن ويمضي وقت طويل والمسجد
خال ليس فيه أحد إلى أن تقام الصلاة فيأتون متكاسلين.

إن التأخر في الحضور إلى الصلاة كما أنه يفوت أجوراً كثيرة فهو أيضاً يفتح باب
التهاون بالصلاة ويجر في النهاية إلى ترك صلاة الجماعة، فقد روى مسلم في صحيحه
عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخراً
فقال لهم: « تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم، ولا يزال قوم يتأخرون حتى
يؤخّرهم الله »

فدلّ هذا على خطورة التأخر عن الحضور إلى الصلاة وأن المتأخر يعاقب بأن يؤخره
الله عن رحمته وعظيم فضله.. ويكفي في التنفير عن التأخير أن فيه تشبهاً بالمنافقين
الذين قال الله فيهم: { وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاّ وَهُمْ كُسَالَى } وقال
فيهم: { وَإِذا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى }

أعتقد أن هؤلاء لو كان يفوتهم بتأخيرهم طمع من مطامع الدنيا لجاءوا مع أول الناس
ولجلسوا في الانتظار الساعات الطويلة دون ملل، وما ذاك إلا لأن الدنيا أحب إليهم
من الآخرة. لقد أصبحت المساجد اليوم مهجورة مغلقة غالب الوقت لا تُفتح إلا بضع
دقائق وبقدر أداء الصلاة على عجل.

لقد أصبحت المساجد تشكو من قلّة المرتادين لها والجالسين فيها لذكر الله تعالى،
لقد فقدت الرجال الذين يسبحون الله فيها بالغدو والآصال لا تلهيهم تجارة ولا
بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار.


فقدت العاكفين والركع السجود الذين يعمرونها آناء الليل وأطراف النهار، فقد كانت
المساجد فيما مضى بيوتاً للعبادة ومدارس العلم وملتقى المسلمين ومنطلقهم، فيها
يتعارفون ويتآلفون ومنها يستمدون الزاد الأخروي ونور الإيمان وقوة اليقين، بها
تعلّقت قلوبهم وإليها تهوى أفئدتهم، هي أحب إليهم من بيوتهم وأموالهم، فلا يملون
الجلوس فيها وإن طالت مدته، ولا يسامون التردد عليها وإن بعدت مسافته، يحتسبون
خطاهم إليها ويستثمرون وقتهم فيها فيتسابقون في التبكير إليها.

هذه حالة السّلف في المساجد. واليوم كما تعلمون كثر التأخر عن المساجد وقل الجلوس
فيها، ففات بذلك من الخير الكثير على الأمة، وضعفت منزلة المساجد في قلوب كثير
من الناس وقلّ تأثيرها فيهم فظهر الجفاء وتناكرت القلوب وتفككت الروابط حتى صار
الجار لا يعرف جاره ولا يدري عن حاله.

فاتّقوا الله عباد الله وأعيدوا للمساجد مكانتها في قلوبكم، وبكروا في الذهاب
إليها، وأكثروا من الجلوس فيها، واسمعوا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
من الحث على المشي إلى المساجد والجلوس فيها لعلكم تذكرون، عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « صلاة الرجل مع الجماعة تضعف
على صلاته ببيته وفي سوقه خمساً وعشرين درجة، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء
ثم خرج إلى الصلاة لا يُخرجه إلاّ الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة
وحطّ عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، اللهم
ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة » [رواه البخاري].

وروى مالك في الموطأ: من توضّأ فأحسن الوضوء ثم خرج عامداً إلى الصلاة فإنه في
صلاة ما كان يعمد إلى الصلاة، وأنه يُكتب له بإحدى خُطوتيه حسنة ويُمحى عنه بالأخرى
سيئة، فإذا سمع أحدكم الإقامة فلا يسع فإن أعظمكم أجراً أبعدكم داراً قالوا:
لم يا أبا هريرة؟ قال: من أجل كثرة الخطا.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « ألا أدلّكم
على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ ، قالوا: بلى يا رسول الله، قال:
إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة،
فذلكم الرباط فذلكم الرباط » [رواه مالك ومسلم].

وعن بُريدة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « بشّر المشّائين
في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة » [رواه أبو داود والترمذي]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أحب البلاد
إلى الله تعالى مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها » [رواه مسلم].

لقد عظّم الله شأن المساجد وأثنى على الذين يعمرونها بالطاعة ووعدهم جزيل الثواب،
قال تعالى: { فِي بُيُوتٍ أّذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ
يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوّ وَالآصَالِ . رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارةٌ
وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزّكَاةِ يَخَافُونَ
يَوْماً تَتَقَلّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ . لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ
مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ
حِسَابٍ }


وصلى الله
على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المصدر : موقع الأثري


الرزق


الرزق




حين نتحدث عن الرزق تذهب أذهان الكثيرين مباشرة إلى المال أو العقارات. وربما
تتجاوز بعض الأذهان هذا التفكير إلى ضرب آخر من الأرزاق كالأولاد مثلا أو الصحة
أو السعادة أو الزوجة.

وربما يصدق هنا المثل القائل: "كل يغني على ليلاه". فمن يجعل المال
شغله الشاغل يعتقد أن الرزق المطلوب هو المال. ومن يرى سعادته في العيال يرى
أن الله قد أكرمه حين حباه قبيلة من الأولاد فتيانا وفتيات، ويرى قرة عينه أن
يراهم حوله يمرحون. ومن الناس من يرى أن الله قد رزقه أكرم رزق، وقسم له أفضل
قسمة، إذا من الله عليه ووهبه خلقا حسنا فصدق فيه قول القائل:

فإذا رزقت خليقة محمودة فقد اصطفاك مقسم الأرزاق


 


ألوان الرزق

والرزق في الحقيقة تتنوع أصنافه، وتتباين صوره، فمنه الحسي كالمال والأولاد والزوجة
والعقارات والمنصب والدرجة العلمية, ومنه المعنوي كالعلم والرضا والسعادة وراحة
البال، ومنه ما يشمل جانبا حسيا وآخر معنويا كالصحة.

ومن الرزق أيضا الإيمان واليقين. ففي الحديث: "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب
يصيبه"، وفي الحديث الآخر: "إن للمعصية ظلمة في القلب وسوادا في الوجه
وإن للحسنة ضياء في القلب وسعة في الصدر ونورا في الوجه".

وليس هذا كله إلا حديث عن الإيمان، إذ أنه لون من ألوان الرزق، يتفاوت ويتباين
بتباين صلة العبد بالله، ومقدار استعداده لتلقي رزق الله. وهذا ما يعنيه طيف
من أطياف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن للقلوب إقبالا وإدبارا,
فإن أقبلت فزيدوها وإن أدبرت فألزموها الفرائض".

وإذا كان الرزق هكذا فلا بد أن القلوب النابضة بالإيمان، القلوب المخبتة لله،
القلوب التي تستشعر المعصية عن بعد، هي نفسها رزق من الله عز وجل، يقسمه بين
عباده كما يقسم المعايش بينهم: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ
بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}
(الزخرف: 32).


 


قلبك في جنة الآخرين

وحديثنا عن القلوب التي هي رزق من عند الله. يشمل أمرين، هما: قلبك أنت، وقلوب
الآخرين. ولنبدأ بقلبك أنت على حد قول سيد الخلق: "ابدأ بنفسك ثم بمن تعول".
وقلبك هذا رزق من الله، فمن ذا الذي غرس فيه الرحمة سواه، ومن الذي ينعم عليك
بإحساس الحنو والرفق، حينما ترى ما يدعو لذلك.

من ذا الذي يرزقك إحساس الوجل والخشية حينما تتلي عليك آيات الله: {الَّذِينَ
إِذَا ذُكرَ اللهُ وجلت قُلُوبُهُمْ} (الأنفال:2). من ذا الذي يلين قلبك لذكره:
{ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى
اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
(الزمر:23).

أليس من رزق الله لك أن وهبك قلبا متحركا حساسا يطرب للخير، وينشرح به، ويفزع
من الشر وينقبض منه؟ أليس من رزقه لك أن وهبك قلبا تتحرك أوتاره، حينما تتلى
كلمات الله، فيرسل إشارته للعين لتدحرج على الخد دمعة ساخنة من قلب حرارة المعصية
والتفريط؟

أليس من رزقه ووافر نعمته أن وهبك قلبا، يرحم الضعيف ويئن لأنين المساكين, يحب
الصغار، ويرسل إشارته لليدين لتتحركا بلمسة حانية على رأس يتيم، أو صدقة ضئيلة
لجيب مسكين، فتضع البسمة على شفتيه، طالما عاشرها الحزن وقست عليها الأيام.

وإن قالوا إن الصحة تاج على رءوس الأصحاء لا يحس به إلا المرضى, لقلنا إن الرزق
نعمة في يد أصحابه، لا يحس به إلا من فقده. والقلب رزق لا يحس به إلا من حرم
نعمة القلب. ولنا في القرآن خير دليل, حين نقرأ: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ
أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (محمد:24).

فكأن القرآن يعرض بالقلوب التي حرمت رزقها من نعمة التدبر، فصارت موصدة الأبواب
لا تستقبل نعمة الله. وفي الحديث عن الرجل الذي قال للنبي حين رآه يقبل الحسن
والحسين: "إن لي عشرة من البنين ما قبلت واحدا منهم قط"، فرد عليه
النبي قائلا: "وما علي إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك, من لا يرحم لا
يُرحم".

وكأن النبي يشير من طرف خفي إلى أن هذا الرجل قد رزق الرحمة، التي يفيضها الله
على قلب من أراد من عباده. وحرمانه من الرزق يجعل قلبه في مصاف القلوب التي منعت
فضل الله سبحانه. بل إن القرآن يعيب على من تملكوا القلوب -آلة وجسما- ثم حرموا
نعمة الرزق القلبي، الذي يمكنهم من إدراك نعمة الله في الكون: {لَهُمْ قُلُوبٌ
لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا} (الأعراف:7).

فكأنهم حازوا آلة القلب وحرموا رزقها من الفقه والفهم والوعي. ومن حرمان رزق
القلوب أن يختم الله على القلب, فلا يتنسم روائح الإيمان، ولا يذوق برد اليقين،
وذلك حين ينشغل المرء بلذة الجسد عن لذة الروح، ويقطع قلبه عن مصدر رزقه وولي
نعمته: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى
عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً
فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (الجاثية: 23).

وحينما يحرم القلب رزقه من المشاعر والأحاسيس الفاضلة تنعدم فيه نوازع الخير
وتنضب فيه منابع الهدى، فلا يتحرك لنداء ولا يستجيب لدعوة، ويحال بينه وبين صاحبه:
{يا أيُها الذين آمنوا اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا
يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ
وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (الأنفال: 24). وحينئذٍ يقسو القلب، ويتحجر
حتى يصير أشد قسوة من الحجارة نفسها: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ
فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} (البقرة: 74).


 


ترابط القلوب

ويجهل الكثيرون قيمة المحبة في الله، وقرب القلوب وترابطها على معان سامية. فالله
سبحانه هو الذي يؤلف القلوب {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا
فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ
أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (الأنفال: 63).

وتكون قلوب الآخرين هدفا للدعاة، الذين يضعون كل اهتماهم في كسب قلوب الناس.
وحين نقول إن القلوب رزق، نعني أنك قد تجد داعية من الدعاة قد من الله عليه بمحبة
الناس، فرزقه قلوبهم، وملكه مفاتيحها. فاستطاع أن ينفذ إليها بكل سهولة ويسر.
وآخر قد أوصدت أمامه أبواب القلوب فلم يعد لديه إليها سبيل، ولم يجد من الناس
إلا النفور والإعراض، إنهم لم يلتمسوا هذا الرزق (أي رزق القلوب) ممن يملك مفاتحه.

وإن كان الله قد ربط كسب الرزق والمعاش بالسعي فقال: "فامشوا في مناكبها
وكلوا من رزقه"، وجعل هذا كله في سورة تتناسب مع السياق، هي سورة الملك؛
فمن المناسب أن نقول إن السعي لطلب رزق القلوب أمكن وأجدر.

وما رزق النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرزق الواسع من القلوب إلا بمحبة الله
له، ومعونته له على كسب قلوب الناس والتأثير فيهم, ثم بصبره الواسع المتين ورأفته
ورحمته بهم, وحكمته التي جعلته أرعى لحالهم منهم وأبصر بأمرهم من أنفسهم: {وَاعْلَمُوا
أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ
لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي
قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ
هُمُ الرَّاشِدُونَ} (الحجرات:7).

إن المتبصر في حال القلوب يجد رزقها يزيد، طالما ارتبطت بالله واعتصمت به. فالمرء
إن ربط قلبه بالله هانت عليه الدنيا وزاد إيمانه وغمره فضل الله. فلا يفقد شيئا
طالما أن الله معه، على حد قول ابن عطاء الله السكندري: " إلهي! ماذا وجد
من فقدك, أم ماذا فقد من وجدك. عميت عين لا تراك عليها رقيبا, وخسرت صفقة عبدٍ
لم يجعل له من حبك نصيبا".

فالقلب الجاف لا ينشىء جدولا والقلب البارد لا يسعر ناراً, وما خرج من القلب
وصل إلى القلب، وما خرج من اللسان لم يجاوز الآذان. إن كان هذا طريق القلوب,
فهيا نسير فيه ليزداد رزقنا لقلوبنا ولقلوب غيرنا وعلى الله قصد السبيل.


 


السبت، مارس 25، 2006

مكفرات الذنوب

إصرف بصرك

مهما بلغت خسارتك فلن تكون مثل خسارة هذا الهامور


اعمل
بأحد المستشفيات بمدينة جدة

وقاربت فترة دوامي على نهايتها


ابلغني المشرف أن شخصيه اقتصاديه تتعامل بمئات الملايين في الأسهم


قادم وعلي استقباله وإكمال إجراءات دخوله


انتظرت عند بوابه المستشفى


راقبت من هناك سيارتي القديمة جداً وتذكرت خسائري الكبيرة وإقساطي المتعددة


وعندها وصل الهامور ليكمل مأساتي


حيث حضر بسيارة اعجز حتى في أحلام المساء أن امتلك مثلها


يقودها سائق يرتدي ملابس أغلى من ثوب الدفة الذي ارتدي


دخلت في دوامة التفكير في الفارق بين حالي وحاله مستواي ومستواه


( شكلي وشكله )


وقلتها بكل حرقه ومنظر سيارتي الرابضة كالبعير الأجرب يؤجج مشاعري


( هذي عيشة )


عموما سبقته إلى مكتبي


وحضر خلفي وكان يقوده السائق على كرسي متحرك


رأيت أن رجله اليمنى مبتورة من الفخذ


اهتزت مشاعري وسألته


!! عندك مشكله في الرجل المبتورة !!


أجاب بلا


!! قلت فلماذا حضرت ياسيدي !!


قال عندي موعد تنويم


!! قلت ولماذا !!


نظر الي وكتم صوته من البكاء وأخفى دمعه حارة بغترته وقال


( ذبحتني الغرغرينا )


وموعدي هو من اجل ( بتر ) الرجل الثانية


عندها أنا الذي أخفيت وجهي وبكيت بكاءً حاراً


ليس على وضعه فحسب


بل لكفر النعمة الذي يصيب الإنسان عند أدنى نقص في حاله


ننسى كل نعم المولى في لحظه ونستشيط غضباً عند اقل خسارة


هل أصبح المؤشر ليس للأسهم فقط بل لقياس مدى إيماننا الذي يهبط مع هبوطه


تحسست قدماي وصحتي فوجدتها تسوى كل أموال وسيارات العالم


وهذا غيض من فيض من نعم الله


فكيف بنا نحصر الرضا والغضب في مؤشر هبط اليوم وسيصعد غداً


هذا ماحدث لي بالفعل قبل عدة سنوات


ومنذ تاريخه وأنا احتسب أي خسارة راضياً بحكم الله


وأحببت أن تبكوا معي قليلاً على السخط الذي نبديه والعياذ بالله وان نوكلها إلى الله


لنعرف مقدار النعم التي نحن فيها ولا نجزع من ارتفاع مؤشر أو انهياره


*****************************************************


منقول من إيميلي

معجزة ترتيب سور القرآن الكريم


اهتم
المسلمون ومنذ القرون الأولى بالعدد القرآني، وقد ذكر الدكتور غانم الحمد محقق
كتاب "البيان في عد آي القرآن" لأبي عمرو الداني، ذكر(36) كتاباً في
علم العدد القرآني، ابتداء من (كتاب العدد) لعطاء بن يسار(ت103 هجرية)، وانتهاء
بكتاب (زهر الغرر في عدد آيات السور) لأحمد السلمي الأندلسي (ت747 هجرية). إلا
أن هذا الاهتمام لم يتطور عبر العصور ليعطي النتائج المرجوة. فالقرآن كلام الله
العظيم الذي خلق الكون وأبدعه، وأحصى كل شيء عددا، فالمتوقع أن يكون هذا الكتاب
على خلاف ما يعهد من كتب البشر القاصرين. من هنا فقد آن الأوان لنتعامل مع القرآن
الكريم بما يليق بجلال مُنَـزِّله، وعظيم إعجازه. فهو المعجزة الفكرية المتصاعدة
بتصاعد الوعي البشري، فالناس اليوم هم أقدر على النقد والتقييم بما أوتوا من
العلوم الحديثة والوسائل المعاصرة.


اختلف
العلماء في ترتيب السور القرآنية، فذهب الجمهور إلى أن ترتيب السور توقيفي، أي
من فعل الرسول عليه السلام وحياً. وذهب البعض إلى أنه من اجتهاد الصحابة، وذهب
السيوطي إلى أن الترتيب هو توقيفي باستثناء سورة التوبة والأنفال، ومن يتتبع
الأدلة التي جاء بـها من قال أن الترتيب من اجتهاد الصحابة يجد أنـها لا تقوم
بـها حجة، ولا يستقيم على أساسها دليل، وليس هذا مقام التفصيل، ولكننا لاحظنا
أن القول بعدم توقيفية الترتيب يقوم على أدلة غير صريحة، في حين يقوم القول بتوقيفيّة
الترتيب على أدلة صريحة. وعلى أية حال فنحن هنا في مقام تقديم الدليل الرياضي
على توقيفيّة السور، بل يتعدى القول بتوقيفيّة الآيات، إذ هو دليل من دلائل النبوة،
ووجه من وجوه الإعجاز.هناك إصدارات كثيرة في الساحة الفكرية المعاصرة تتعلق بالإعجاز
القرآني، ومنه البياني، العلمي، والتشريعي… الخ، إلا أن ما نسميه اليوم "الإعجاز
العددي" لا يزال محل جدل، ومن هنا لم يحظ باهتمام العلماء والدارسين، مع
وجود محاولات نجحت جزئياً كما هي مع " عبد الرزاق نوفل"، ومع الباحث
الأردني "عبد الله جلغوم"(1) في كتابه "أسرار ترتيب القرآن قراءة
معاصرة". ونحن هنا نعرّف القارئ بأهم فكرة وردت في كتابه مع ما قمنا به
من تطوير ومتابعة.


القرآن
الكريم ( 114 ) سورة، إذا قمنا بجمع الأعداد الخاصة بترتيب السور هكذا:


(1+2+3+.......+114)
فسيكون المجموع ( 6555 ) وحتى لاتضيع الوقت في الجمع يمكنك أن تستخدم هذا القانون
الرياضي: ( 114+1) 114 ÷ 2 = 6555


والسؤال
هنا : هل لـهذا المجموع علاقة بمجموع آيات القرآن الكريم، والذي هو (6236) آية؟


استقرأ
الباحث "جلغوم" السور القرآنية فوجد أن هناك (60) سورة زوجية الآيات،
مثل: البقرة (286) آية، والنساء (176) آية….إلخ؛ بالتالي يكون عدد السور فردية
الآيات هو (54) سورة مثل الفاتحة (7) ، التوبة (129) ….إلخ.


تعليق:
استقرأنا فوجدنا النتيجة صحيحة. أما لماذا (60) و (54) فنقول لمن لم يقرأ حول
العدد (19) وملابساته، ولمن قرأ والتبس عليه الأمر، حيث تنازع هذا العدد (19)
أهل الحقيقة وأهل الباطل، حتى استقر الأمر بالاستقراء الرياضي، وخرجت الحقيقة
من رحم الفتنة. ويجد القارئ بيان ذلك في كتابنا : (( إعجاز الرقم 19 في القرآن
الكريم مقدمات تنتظر النتائج)). أقول : (6 × 19 = 144 ) فاذا ضربنا


(6
× 10 = 60) ، وإذا ضربنا (6 × 9 = 54). وجد "جلغوم" أن السور الزوجية
ال (60) تنقسم إلى (30) سورة رقمها في ترتيب المصحف (زوجي)، و (30) سورة ترتيبها
(فردي)، أما السور ال (54) الفردية فوجدها تنقسم إلى (27) سورة رقمها في ترتيب
المصحف فردي، و (27) ترتيبها زوجي.


تعليق:
استقرأنا فوجدنا النتيجة صحيحة. وإليك هذا الرسم التوضيحي:


(114)
سورة


(60)
(54)


(30)
(30) (27) (27)


لو
افترضنا أن السور ال (60) زوجية الآيات هي أول (60) سورة في ترتيب المصحف، لنتج
عن ذلك أن يكون هناك (30) سورة منها فردية الترتيب، وتكون ال (30) الأخرى زوجية
الترتيب. وكذلك لو كانت السور ال (54) فردية الآيات هي آخر (54) سورة في ترتيب
المصحف، لنتج عن ذلك أن يكون (27) منها فردية الترتيب، وال (27) الأخرى زوجية
الترتيب. ويمكن الحصول على النتيجة نفسها عندما نعكس الترتيب السابق ونـجعل السور
ال (54) الفردية في بداية المصحف، والسور ال (60) الزوجية في القسم الثاني من
ترتيب المصحف. وعلى خلاف هذين الترتيبين يكون من الصعب أن تأتي النتيجة على هذا
النسق المبين في الرسم التوضيحي. وعلى الرغم من أن ترتيب السور الزوجية والفردية
ليس على هذه الصورة المفترضة، فقد جاءت النتيجة وفق هذا الترتيب اللافت للانتباه
وعلى خلاف المتوقع.


يترتب
على ما سلف أن يكون هناك (57) سورة متجانسة، أي زوجية الآيات زوجية الترتيب،
وفردية الآيات فردية الترتيب، مما يعني أن هناك أيضاً (57) سورة (30+27) غير
متجانسة.


تعليق:
إليك أمثلة على السور المتجانسة وغير المتجانسة:


سور
متجانسة مثل:


الفاتحة-
ترتيبها (1)، وآياتـها (7) فردي-فردي


البقرة-
ترتيبها (2)، وآياتـها (286) زوجي-زوجي


النساء-
ترتيبها (4) وآياتـها (176) زوجي-زوجي


سور
غير متجانسة مثل:


آل
عمران- ترتيبها (3)، وآياتـها (200) فردي-زوجي


المائدة-
ترتيبها (5)، وآياتـها (120) فردي-زوجي


الأنعام-
ترتيبها (6)، وآياتـها (165) زوجي-فردي


والآن:
إذا قمنا بجمع أرقام ترتيب السور المتجانسة، وأضفنا إليها عدد آياتـها، فسنجد


أن
حاصل الجمع هو (6236) وهذا هو مجموع آيات القرآن الكريم.


وإذا
قمنا بجمع أرقام ترتيب السور ال (57) غير المتجانسة، وأضفنا إليها عدد آياتـها،
فسنجد أن حاصل الجمع هو (6555) وهذا هو مجموع أرقام ترتيب سور القرآن الكريم
من (1-114).


تعليق
أ= استقرأنا فكانت النتيجة صحيحة.


ب=
النتيجة بلغة أخرى :


-
ترتيب + آيات(متجانس)=مجموع آيات القرآن الكريم= (6236)،


-
ترتيب + آيات(غير متجانس)=مجموع ترتيب القرآن الكريم= (6555).


بـهذا
يثبت أن هناك علاقة بين رقم كل سورة وعدد آياتـها، بحيث يكون لدينا إحداثية تقتضي
ارتباط رقم السورة بعدد آياتـها، وارتباط هذا بكل سور القرآن الكريم.


ج=
حتى ندرك عمق المسألة نقوم بإنقاص سورة البقرة آية واحدة فتصبح (285) آية، وبالتالي
تصبح فردية الآيات، مما يعني أن السور الفردية ستصبح (55) والزوجية (59). عندها
ينهار كل شيء. وإذا حافظنا على عدد آيات البقرة (286) وقمنا بجعلها السورة رقم
(3)، وجعلنا سورة آل عمران رقم (2) فستصبح سورة البقرة غير متجانسة، وتصبح سورة
آل عمران متجانسة. أي أن المجموع (286+3) يصبح ضمن السور غير المتجانسة، والمجموع
(200+2) في السور المتجانسة، مما يعني أن مجموع ال (57) سورة المتجانسة سوف لا
يكون (6236)، ومجموع ال (57) سورة غير المتجانسة لن يكون (6555).


هذا
ينطبق على كل سورة من السور ال (114) وعلى ضوء ذلك إذا قمنا بحساب احتمال الصدفة
وفق نظرية الاحتمالات، فسوف نجد أنفسنا أمام عجيبة من عجائب القرآن الكريم، تُثبت
أن ترتيب السور وعدد الآيات هو وحيٌ من الله العزيز الحكيم.


يقوم
الباحث "جلغوم" بتجزئة قانون الجمع السالف :-


(114+1)
60 ÷ 2 = 3450


(114+1)
54 ÷ 2 = 3105


المجموع
= 6555


من
الأمور المدهشة أن نجد مجموع أرقام السور (60) الزوجية في القرآن الكريم هو (3450)،
وبالتالي يكون مجموع ترتيب ال (54) الفردية هو (3105)، لأن المجموع الكلي لا
بد أن يكون (6555) لأن (114+1) 114 ÷ 2 هو في حقيقته (114+1) ( 60 + 54) ÷ 2


تعليق
:- بعـد التحقق وجدنا أن النتيجة صحيحة. وحتى ندرك أن هذا البناء الرياضي المحكم
مرتبط ارتباطا وثيقا بترتيب السور وعدد آياتـها كما هي في المصحف، نقوم بعملية
تبديل للمواقع بين سورة آل عمران وسورة الإسراء، لتصبح سورة (آل عمران) هي السورة
(17) وسورة (الإسراء) هي السورة (3). وبما أننا استبدلنا الترتيب الفردي (3)
بالترتيب الفردي (17)، فإن الكثير مما قلناه لا يتغير، ولكننا سنجد أن مجموع
أرقام السور ال (60) زوجية الآيات ومنها آل عمران، سيصبح (3464)، وسيصبح مجموع
أرقام السور ال (54) الفردية هو (3091)، وبالتالي لن يكون مجموع السور ال (60)
الزوجية -بعد هذا التبديل- مطابقا للقانون الرياضي: ( 114 +1 ) 60 ÷ 2 = 3450،
وكذلك الأمر في السور الفردية. وهذا الكلام ينطبق على كل سورة من السور ال (114).


يقوم
الباحث "جلغوم" بقسمة السور القرآنية من حيث العدد إلى نصفين متساويين
: (1-57)، ( 58-114). إن الأرقام الفردية في النصف الأول هي (29) رقما، وبالتالي
تكون الزوجية (28) أما في النصف الثاني فتكون الأرقام الفردية (28) وبالتالي
تكون الزوجية (29). وقد وجد "جلغوم" أن السور المتجانسة في النصف الأول
هي (28) سورة، وغير المتجانسة (29) سورة. وفي النصف الثاني يكون عدد السور المتجانسة
(29) وغير المتجانسة (28).


تعليق:-
تحققـنا فوجدنا النتيجـة صحيحة. وهنا يظهر أن هناك توازناً في السور المتجانسة
وغير المتجانسة في النصف الأول والنصف الثاني من القرآن الكريم.


لاحظ
الباحث "جلغوم" أن السور زوجية الآيات في النصف الأول من القرآن الكريم
هي (27) سورة، وبالتالي تكون السور الزوجية في النصف الثاني (33) سورة، وقد لاحظ
أن مجموع آيات السور الزوجية ال (27) في النصف الأول هو (2690) وهو مجموع أرقام
ترتيب السور الزوجية ال (33) في النصف الثاني.


تعليق:
أ- تحققنا فوجدنا أن النتيجة صحيحة.


ب-
النصف الأول من سور القرآن الكريم هو (57) سورة، أي (19 × 3) وإذا ضربنا ( 3
× 10 ) يكون (30)، و (3 × 9 ) يكون (27)، ومن هنا نجد أن هناك (27) سورة زوجية،
و (30) سورة فردية. هذا عندما تعاملنا مع النصف الأول. ولكن عندما تعاملنا مع
القرآن كله كما سلف، كانت السور الزوجية (60) أي (6 × 10 ) والسور الفردية (54)
أي (6 × 9 ) .


رسم
توضيحي:-


114
= 19 × 6 = (60+54)


57
= 19 × 3 = (30+27)



بعد
استعراض أهم ما ورد في بحث "عبد الله جلغوم" نقوم الآن باستعراض بعض
ملاحظاتنا والتي يصح أن تكون ملاحظات تكميلية، وامتداداً لهذا المسار الرياضي
المحكم:-


أ
- سورة (57) هي سورة "الحديد" وينتهي عندها النصف الأول من سور القرآن
الكريم، وعدد آياتـها هو (29) آية، وإذا ضربنا رقم ترتيب السورة في عدد آياتـها
يكون الناتج: (57 × 29 = 1653 )، وهذا هو مجموع أرقام السور من (1-57)، أي (57+1)
57 ÷ 2 = ( 1653).


ب
- وفق حساب (الجُمّل) المستخدم في اللغات السامية ومنها اللغة العربية، نجد أن
(جُمّل) كلمة (الحديد) هو (1+30+8+4+10+4)=(57) وهذا هو رقم سورة (الحديد) كما
رأينا. أما كلمة (حديد) فمجموع جُمّلها هو (8+4+10+4) =(26) وهذا هو العدد الذري
للحديد، في حين أن الوزن الذري للحديد هو (57) فتأمل!!


ج
- للحديد (5) نظائر، أوزانـها الذرية (59,58,57,56,55) ويقع النظير (57) في الوسط
كما هو ملحوظ ومجموع هذه الأوزان هو (285).


د
- في كتاب "معجزة القرآن العددية" للكاتب السوري صدقي البيك توصل بالاستقراء
إلى أن مجموع تكرار ذكر الأعداد الصحيحة في القرآن الكريم (285) عددا، فالواحد
مثلا تكرر (145) مرة، والعدد (اثنان) تكرر في القرآن الكريم كله (15)مرة، والعدد(3)
تكرر (17) مرة ……وهكذا، فيكون المجموع (285) عددا صحيحا، ويشمل هذا الإحصاء العددين
(309)و(950) اللذين عبر عنهما القرآن الكريم بشكل غير مباشر.


ولو
سألنا : ما هـو العـدد الذي لو جمعنا الأعداد من واحد حتى نصله، يكون المجموع
هو (285)، أي (1+2+3..........+ س)=(285)؟ الجواب : أقرب عدد صحيح هو (23).


إذا
ضربنا هذا العدد بعدد الأعداد يكون الناتج :


(23×285)=(6555)،
وهو مجموع أرقام سور القرآن الكريم، وهذا يثبت أن هناك علاقة بين ترتيب المصحف
والأعداد في القرآن الكريم فتأمل!!


هـ-
السورة الوحيدة التي تنتهي بكلمة (عدد) هي سورة الجن : "وأحصى كل شيء عددا".


عدد
كلمات سورة الجن (285)، أي أن كلمة (عددا) هي الكلمة (285).


وأخيراً
نخلص من هذا البحث إلى النتائج التالية :


1-
ترتيب سور القران الكريم هو توقيفي، إذ لا يعقل أن تأتي هذه البنية الرياضية
مصادفة. وإلى هذا ذهب جمهور أهل السنة والجماعة.


2-
عدد آيات كل سورة هو أيضاً توقيفي، وهذا لا يعني أن الأقوال الأخرى في العدد
غير صحيحة، لإمكان احتمال الأوجه المختلفة كما في القراءات.


3-
ما نحن بصدده هو اكتشافات معاصرة، وبذلك يتجلى الإعجاز القرآني بثوب جديد. و
لا ننسى أن عالم العدد هو عالم الحقائق، وأن لغته هي الأكثر وضوحا والأشد جزما.


4-
بذلك تنهار كل المحاولات الاستشراقية التي حاولت أن تنال من صِدقيّة ترتيب المصحف
الشريف.


5-
يمكن أن يكون مثل هذا البحث مفتاحا لدراسات تتعامل مع النص القرآني بعيداً عن
الجانب التاريخي، الذي يستغله أهل الباطل للتشويه والتشويش. وبالطبع فإننا لا
نقصد أن نـهمل الجانب التاريخي، وإنما نضيف إليه إثباتاً منفصلاً.


6-
يلحظ القارئ أن القضية استقرائية وليست قضية اجتهادية، ومن هنا لا مجال لرفضها
أو إنكارها إلا باستقراء أدقّ يُثبت عدم واقعية النتائج.


السبت، مارس 18، 2006

الطفل الأمريكي المسلم ألكساندر فرتز (محمد عبد الله)


الطفل الأمريكي المسلم ألكساندر فرتز (محمد عبد الله)

 


محمد عبد الله
ليس بشخصيه تارخيه، و لا من الزعماء، و لكنه شخصيه عصريه إسلاميه.

محمد عبد الله فعل ما عجز الكثير عن فعله و هو في مقتبل العمر، و إن شاء الله يكون
رمزا مشرفا للإسلام في المستقبل.


درس الإسلام
في السادسة وأشهره في الثامنة

أحضرت له أمه كتباً عن كل الأديان وبعد قراءة متفحصة, قرر أن يكون مسلماً قبل أن
يلتقي بمسلم واحد.


أريد أن أصبح
مصوراً لأنقل الصورة الصحيحة عن المسلمين.

أمنيتي أن أقبل الحجر الأسود، فرحلة الحج تكلف 4 آلاف دولار ولدي الآن 300 دولار.


قال لأمه, أنت لم تقرئي التاريخ.. اقرئي التاريخ.. لقد تم اغتصاب فلسطين.

دنفر, كولورادو, د: أنس بن فيصل الحجي


يقول الرسول
صلى الله عليه وسلم:" كل مولود يولد على الفطرة, فأبواه يهودانه أو ينصرانه
أو يمجسانه". وقصة اليوم ما هي إلا مصداق لهذا الحديث الشريف. فقد ولد ألكساندر
فرتز لأبوين مسيحيين في عام 1990م. وقررت أمه منذ البداية أن تتركه ليختار دينه
بعيداً عن أي تأثيرات عائلية أو اجتماعية. وما أن تعلم القراءة والكتابة حتى أحضرت
له كتباً عن كل الأديان السماوية و غير السماوية. وبعد قراءة متفحصة, قرر ألكساندر
أن يكون مسلماً! وقد شغف حباً بهذا الدين لدرجة أنه تعلم الصلاة, وتعرف على كثير
من الأحكام الشرعية, وقرأ التاريخ الإسلامي, وتعلم الكثير من الكلمات العربية,
وحفظ بعض السور, وتعلم الأذان.


كل هذا بدون
أن يلتقي بمسلم واحد! وبناء على قراءاته قرر أن يكون اسمه الجديد "محمد عبد
الله" تيمناً بالرسول الذي أحبه منذ نعومة أظفاره.


* "ابتدأني
هو بالسؤال هل أنت حافظ؟" قالها بالعربية.!

- قلت له لا, وأحسست بخيبة أمله.

* تابع يقول "ولكنك مسلم وتعرف العربية أليس كذلك"؟.

وأمطرني بأسئلة عديدة "هل حججت؟" "هل قمت بأداء العمرة؟" "كيف
تحصل على ملابس الإحرام؟"هل هي مكلفة؟" هل بإمكاني شراؤها هنا أم يبيعونها
في السعودية فقط؟".

* ما هي الصعوبات التي تعاني منها كونك مسلماً في جو غير إسلامي؟". - لقد
توقعت أن يذكر أشياء تتعلق بزملائه أو مدرسيه, أشياء تتعلق بأكله أو شربه, أو بالطاقية
البيضاء التي يرتديها, أشياء تتعلق بالغترة التي يلفها على رأسه على الطريقة اليمنية,
أو بوقوفه مؤذناً في الحديقة العامة قبل أن يصلي, ولكن جوابه كان غير متوقع وكان
هادئاً وممزوجاً بالحسرة "تفوتني بعض الصلوات في بعض الأحيان بسبب عدم معرفتي
بالأوقات

*ما هو الشيء الذي جذبك للإسلام؟ لماذا اخترت الإسلام دون غيره؟

-سكت لحظة ثم أجاب "لا أدري, كل ما أعرفه أنني قرأت عنه وكلما زادت قراءتي
أحببته أكثر".

*هل صمت رمضان؟.

- ابتسم وقال نعم لقد صمت رمضان الماضي كاملاً والحمد لله, وهي المرة الأولى التي
أصوم فيها, لقد كان صعباً وخاصة في الأيام الأولى". ثم أردف "لقد تحداني
والدي أنني لن أستطيع الصيام, ولكني صمت ولم يصدق ذلك".

*ما هي أمنيتك؟.

- فأجاب بسرعة "عندي العديد من الأمنيات, أتمنى أن أذهب إلى مكة المكرمة وأقبل
الحجر الأسود" .

*"لقد لاحظت اهتمامك الكبير بالحج, هل هناك سبب لذلك؟".

_ تدخلت أمه و لأول مرة لتقول "إن صور الكعبة تملأ غرفته, بعض الناس يظن أن
ما يمر به الآن هو نوع من الخيال, نوع من المغامرة التي ستنتهي يوماً ما, ولكنهم
لا يعرفون أنه ليس جاداً فقط, بل إن إيمانه عميق لدرجة لا يحسها الآخرون. علت الابتسامة
وجه محمد عبد الله و هو يرى أمه تدافع عنه, ثم أخذ يشرح لها الطواف حول الكعبة
وكيف أن الحج هو مظهر من مظاهر التساوي بين الناس كما خلقهم ربهم بغض النظر عن
اللون والجنس والغنى والفقر. ثم استطرد قائلاً: إنني أحاول جمع ما يتبقى من مصروفي
الأسبوعي لكي أتمكن من الذهاب إلى مكة المكرمة يوما ما, لقد سمعت أن الرحلة ستكلف
قريباً من 4 آلاف دولار, ولدي الآن 300 دولار"..علقت أمه قائلة في محاولة
لنفي أي تقصير من طرفها :ليس عندي أي مانع من ذهابه إلى مكة ولكن ليس لدينا المال
الكافي لإرساله في الوقت الحالي.

*ما هي أمنياتك الأخرى؟.

- أتمنى أن تعود فلسطين للمسلمين, فهذه أرضهم وقد اغتصبها الإسرائيليون منهم. نظرت
إليه أمه مستغربة فأردف موحياً أن هناك نقاشاً سابقاً بينه وبين أمه حول هذا الموضوع:
أمي, أنت لم تقرئي التاريخ, إقرئي التاريخ, لقد تم اغتصاب فلسطين.

*و هل لديك أمنيات أخرى؟.

أمنيتي أن أتعلم اللغة العربية و أحفظ القرآن الكريم.

* ماذا تريد أن تصبح في المستقبل؟.

- أريد أن أصبح مصوراً لأنقل الصورة الصحيحة عن المسلمين. لقد شاهدت الكثير من
الأفلام التي تشوه صورة المسلمين, كما شاهدت العديد من الأفلام الجيدة عن الإسلام
والتي أصدرها أشخاص أعتبرهم مثلي الأعلى وقد اعتنقوا الإسلام في الستينيات. وسأقوم
بدراسة الإسلام في جامعة أكسفورد, لقد قرأت أن لديهم برنامجاً جيداً في الدراسات
الإسلامية.

* هل تود أن تدرس في العالم الإسلامي؟.

فأجاب بالتأكيد, خاصة في الأزهر. تدخلت أمه لتقول "هل شاهدتم فيلم الملوك
الثلاثة؟" إنه فيلم عن حرب الخليج, إنه فيلم رائع. و هنا أعرب محمد عن امتعاضه
قائلاً " إنه فيلم سيئ, لم أحبه على الإطلاق" و هنا أردفت أمه قائلة
: إنه لا يحبه لأن الجنود الأمريكيين قاموا بقتل بعض المسلمين بدون سبب, ولكنه
فيلم جيد بشكل عام!.

*هل تجد صعوبة في مجال الأكل؟ و كيف تتفادى لحم الخنزير؟.

"الخنزير حيوان وسخ جداً, أنا استغرب كيف يأكلون لحمه, أهلي يعلمون أني لا
آكل لحم الخنزير لذلك لا يقدمونه لي, وإذا ذهبنا إلى مطعم فإنني أخبرهم أني لا
آكل لحم الخنزير.

*هل تصلي في المدرسة؟.

نعم, وقد اكتشفت مكاناً سرياً في المكتبة أصلي فيه كل يوم. وحان وقت صلاة المغرب,
فنظر إلى قائلاً: هل تسمح لي بالأذان؟، ثم قام وأذّن في الوقت الذي اغرورقت فيه
عيناي بالدموع